ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







المسؤولية الإجتماعية للمؤسسات

المصدر: مجلة دراسات وأبحاث
الناشر: جامعة الجلفة
المؤلف الرئيسي: بن جديد، عبدالحق (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 8
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2012
الصفحات: 75 - 93
DOI: 10.35157/0578-000-008-007
ISSN: 1112-9751
رقم MD: 458356
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase, IslamicInfo, HumanIndex, EduSearch, EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

693

حفظ في:
المستخلص: إن مناقشة الدور الاجتماعي للمؤسسة وطبيعة البيئة التي تعمل فيها من المواضيع التي أثارت جدلا كبيرا في الأوساط العلمية والأكاديمية، وتتعاظم أهمية الحديث عن هذا الموضوع كلما تعلق الأمر بالمؤسسات الاقتصادية الكبري التي تحمل على عاتقها رهانات تنموية واسعة سواء على الصعيد المحلي أو العالمي مما يزيدها حرصا لتحسين علاقاتها التجارية وتنويع شركائها طلبا لتحقيق الميزة التنافسية وإشباع حاجات المجتمع المحلي. فالمؤسسة الاقتصادية، وباعتبارها العمود الفقري للحراك السوسيو اقتصادي لأى بلد كان، ملزمة وفق أسس أخلاقية وأدبية من شأنها أن تحفظ بها سمعتها وتواصلها مع عملائها على المدى الطويل. يعود اهتمام الباحثين في العلوم الإنسانية والاجتماعية بمسألة المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات إلى ما قبل اليوم بكثير حيث بدأ النقاش حولها مبكرا منذ قرابة 60 سنة في مؤلف بوين ‹‹Bowen›› "المسؤوليات الاجتماعية لرجال الأعمال" عام 1953. لتتحول إلى إشكالية ذات أهمية، خاصة من خلال أعمال "روبن" و"رايدنباش" (Robin et Reidenbach) التي تناولت مفاهيم المسؤولية الاجتماعية، ثم جاءت أعمال (Vadarajanet et menon) بمفهوم "التسويق المرتبط بقضية" (Cause-related marketing). تطورت دراسة التأثير التسويقي للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات من قبل عدد متزايد من الدراسات التي تركز على مواضيع مثل "حماية البيئة"، و"مفهوم المؤسسة المواطنة" من قبل ‹‹Maignan et Hult›› (1). أى كل ما يتعلق بالمبادرات التسويقية ذات البعد الاجتماعي كما جاء في أعمال ‹‹Brown et Dacin›› عام 1997 و‹‹Handelman et Arnold›› عام 1999 و‹‹Osterhus›› 1997. وهناك تيار آخر من الأبحاث المتقدمة في هذا المجال يركز على الكيفية التي تمكن المؤسسة – على نحو فعال- من ولوج ومعالجة قضايا المسؤولية الاجتماعية ذات الصلة بها. بمعنى: "ما هى الوسائل التي تساهم في تسيير المسؤولية الاجتماعية للمؤسسة؟"، حيث تستطيع المؤسسات تقديم مواد إعلانية يكون الربح هاجسها الأول، وكذلك انتقاء الموردين أو البائعين وفقا للمعايير الأخلاقية. وفي وقتنا الحالي يثار مفهوم المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات من ثلاث زوايا(2): البيئة والمجتمع والاقتصاد. ففي عام 1970 تناول ‹‹Friedman M.›› موضوع المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات في مقال نشر في مجلة ‹‹New York Magazine››، عنوانه ‹‹The social Responsibility of business is to increase its profits›› "المسؤولية الاجتماعية للأعمال، زيادة أرباحها"، مما ولد النقاش حول الشرعية الاقتصادية لموضوع المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات(3). وفي عام 1992 أقيمت قمة الأرض، أين حظى هذا الموضوع باهتمام كبير، فاتسع ليشمل أكبر عدد ممكن من البلدان، بالإضافة إلى تطور الوسائل التي يمكن الاعتماد عليها لممارسة هذه المسؤولية. فأصبحت المؤسسة اليوم لا تطالب بالتعبير عن مطالب المجتمع المدني فقط (احترام اللوائح والقوانين) بل بتحمل المزيد من المسؤولية تجاهه إذ لم تعد المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات مجرد حرص بعض المسيرين على تجنب الأضرار والآثار السلبية لمخلفات نشاطات المؤسسة على البيئة والمجتمع، وإنما أصبحت جزءا من استراتيجيتها العامة كى تضمن وجودها واستمراريتها. وترتبط المسؤولية الاجتماعية في مدلولها الحالي أساسا بالسياق الأمريكي الشمالي الذي جاء بعد الحرب العالمية الثانية، على الرغم من وجود بعض التلميحات في بعض تجارب الأدبيات الإدارية من خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي(4). ومن وجه نظر كل من “Acquier et Gond” فإن ‹‹Bowen›› قد قام بتثبيت أفكار كانت رائجة في السياق الأمريكي الشمالي آنذاك، حيث وجدا في مؤلفه آثارا للأخلاقيات البروتستانتية التي وضحها "ماكس فيبر" والتي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الثقافة الأمريكية(5). مما جعل المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات موضوع بحث أدى إلى ظهور فضاء دراسي اكاديمي جديد، مع العلم بأن تيار "الاقتصاد والمجتمع" يهتم بالعلاقات بين المؤسسة ومحيطها المجتمعي(6). ويناصر العديد من الباحثين هذا التيار على غرار ‹‹McGuire›› 1970، ‹‹Steiner›› 1971، ‹‹Carroll›› 1979، 1991، 1999 ‹‹Auperl›› 1995 و ‹‹Wood›› 1991. لكن بعد أن جذب هذا الموضوع الباحثين الأمريكيين وولد بعض الخلافات تسبب فيها الأكاديميون الليبراليون أمثال ‹‹Friedman›› 1970 و ‹‹Le Vitt›› 1958، تراجع البحث حوله في منتصف الثمانينات واتجه الاهتمام نحو مفاهيم أخرى مثل "مواطنة المؤسسات" أو " مقاربة أصحاب المصلحة"(7)، حيث كانت المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات ظاهرة لا تزال منحصرة في أمريكا الشمالية، وينظر إليها في هذا السياق كعقبة من طرف الليبراليين. لكنها عرفت اهتماما ملحوظا، لتصبح ظاهرة أكثر حضورا على الساحة الاقتصادية وحتى السياسية في بداية هذا القرن، لتتجاوز أمريكا الشمالية ويتسع أفقها(8). فوصلت إلى أوروبا في بداية التسعينات من خلال الاجراءات التي اتخذتها منظمات المجتمع المدني ضد المؤسسات المسببة لأضرار بيئية على غرار (Shell, Total, ..). واجتماعية مثل (Danone, Ronault, ..). وفي المقابل، تجدد الاهتمام بهذه القضية بعمق أكثر في بداية الألفية الثالثة في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي تزامن مع حالات الإفلاس التي مست مجمعات أمريكية كبرى (Xerox, Artuhr Anderson Enon, Worldcom, …). بمعنى أن ما ساهم في تجديد الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، هو نمو المجتمع المدني، والفضائح المالية للمؤسسات الكبيرة.(9) ولكن رغم تطور مفهوم المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات وتبلوره عبر عقود من الزمن، إلا أنه لا يزال يتناول بطريقة مختلفة ومتباينة من مجتمع لآخر ومن قارة لأخرى، وهذا يرجع بالتأكيد إلى اختلاف البيئات الثقافية للمجتمعات التي احتضنت هذا المفهوم من جهة، وإلى اختلاف تعاطي المجتمعات التي تبنيه حديثا من جهة أخرى. حيث شاطر العديد من الباحثين هذا الرأى (Veschoor, 2003) فمفهوم مكونات المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات يختلف في السياق الأمريكي عنه في السياق الأوروبي. وعلى هذا المستوى لا يعتمد أغلب الباحثين على الازدواجية بين المقاربة الأمريكية والأوروبية فيما يخص المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات على غرار و Doh Guay و Capron

ISSN: 1112-9751
البحث عن مساعدة: 723535