ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الجنوسة في فهم الشباب اللبناني : ثبات في الأحكام وتبدل في المواقف

المصدر: المجلة العربية لعلم الاجتماع - إضافات
الناشر: الجمعية العربية لعلم الاجتماع
المؤلف الرئيسي: طربيه، مأمون (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 6
محكمة: نعم
الدولة: لبنان
التاريخ الميلادي: 2009
الشهر: ربيع
الصفحات: 43 - 62
ISSN: 2306-7128
رقم MD: 458997
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

58

حفظ في:
المستخلص: عن العلاقة مع الجنس الآخر، يبدو أن إجابات المستجوبين العفوية فضحت الكثير من الأفكار التي تختزن في داخلهم . وما هذه التصريحات سوى مرآة للبنية الذهنية ، وتعبير عن ذات مجتمعية تسربت إليه ، وتشربها، وتمازجت مع ذاته الخاصة ، حتى صعب فصله عنها. ما يمكن ملاحظته هو وقوع الشباب في ازدواجية ذات ، برزت معالمها في " أحادية النظرة " بناء على أحكام مسبقة ، و" ثنائية التصرف" في مواقفه وسلوكه (مع وضد في الوقت نفسه )، أي إنه في أفكاره يبدو منمطاً على قديم بال وتعصب فكري أعمى ، وهو في الوقت ذاته يتطلع نحو العصرنة ومعطياتها المعرفية الراقية ... وترانا نتساءل : - هل يعي الشباب اللبناني أن العصرنة والمدنية لا تعنيان فقط الأخذ بما تقدمه الحداثة من مبتكرات تقنية نستعملها في يومياتنا ، وانما تعنيان أيضاً تطور فكر وسلوك مهذبين ، ووعياً مجتمعياً راقياً، واستيعاب الآخر بسمات اختلافه؟ - هل سيجرؤ على تمثل قيم الحداثة والتحضر، أم أنه سيبقى أسير الأحكام المنمطة والمواقف الماثلة أمامه - هل سنبذل نظرتنا ، كشباب - إلى المرأة - باعتبارها موضوعاً جنسياً ، وأن رأسمالها هو جمالها ، إلى اعتبارها إنساناً مشاركاً ، وأنها لا تقوم فقط بمجرد دور ( أم ، زوجة، مدبرة) - هل سنعيد النظر، كفتيات ، تجاه الشباب ، على أنهم ليسوا نسخة طبق الأصل عن أسياد الزمن الساحق ، كما أنهم ليسوا أوعية صبت فيها " مسموحات" و" ممنوعات"؟ في ظل عالم سريع التطور والتغير لا بُدَّ من أن يتغير الشباب نحو الإحساس بالمشاركة أكثر في ما يقرر مصيرهم الاجتماعي ، ونحو التمرد على كل ما يهمش دور كل منهم كإنسان مشارك ومعطاء ومسؤول ، لأن قيماً جديدة أخذت تنبثق مع عصر العولمة ، وأخذت تفرض نفسها في المجتمع العربي ، حيث بتنا نرى مزيداً من تحزر المرأة ، وتخلصها من تبعيتها للرجل مع إقبالها على العلم (ولو بعيداً من الأهل ) ، وعملها خارج المنزل (ولو اقتضى الأمر السفر لفرصة عمل مغرية ) ، ومشاركتها الاقتصادية ، ودخولها العمل السياسي. ووفق هذا السياق ، بات يظهر للعيان أنه بقدر ما تتعلم الفتاة (كأنثى) وتعمل وتنتج ، فهي تسهم في صنع مصيرها، وتصبح مساواتها بالرجل أمراً واقعاً وحقيقياً. وحتى يتحقق هذا الأمر، فإن على المرأة في بعض أوساطنا الاجتماعية أن تتخلص من بعض الرواسب البالية ، فهي ما تزال "مغتربة" (بالمعنى السيكولوجي ) تعاني مشكلات أساسية، ليس أقلها نظرة " الذكورة " التي تنصاع بدورها - هذه الأخيرة - حكماً، لأنساق اجتماعية هي بمنزلة " التابوهات" ، لأن الانصياع - في مفهومه - ما هو إلا نوع من الاستعداد لتقبل أمور محددة ورفض أخرى . إنه "محصلة تجارب سابقة عديدة استخلص منها مسلك أعمق بكثير من العادة ؛ مسلك يتجاوب مع الحياة اليومية والعملية بعقلانية الاختيار الشخصي الاجتماعي " (عطية ، 1992 ). وهذا ما يتصف في الجانب الاجتماعي لدى الشباب بمظاهر رئيسية في تآلفهم مع الآخرين ، حتى يؤثر ذلك في سلوكهم ونشاطهم وسعيهم الدائم إلى توسيع آفاق حياتهم ، ودائرة نشاطهم الاجتماعي ، فيدركون حقوقهم وواجباتهم ، ويقتربون - فكراً وسلوكاً - من معايير الناس ، تكريساً لدورهم المفترض . وفي المقابل ، قد نجد عندهم - اجتماعياً - حالة من النفور الذي يظهر في صور تمرد وسخرية من نظم مفروضة من السلطة القائمة . كما يزداد تعصبهم لآرائهم متأثرين في ذلك بأطر مرجعية تنشأ من علاقتهم بالوالدين وبأنماط ثقافية – تربوية مستمدة من الشعائر الدينية التي يؤمنون بها، وبالطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها، وبالزعامات التي يوالون . إن تغير نظرتنا تجاه بعضنا البعض ، نحو استيعاب وفهم أعمق لـ" الجندرة" ، لا يحدث إلا إذا حدث تحول في البنى الاجتماعية والنظام العام ، اللذين ما زالا يعززان بدورهما من علاقات السيطرة والاستغلال في مختلف مؤسسات المجتمع ، بما فيها العائلة والمدرسة والعمل . فهرمية العائلة جزء من هرمية المجتمع ، إذ لا يتم تحرير المرأة مثلاً بمعزل عن تحرر المجتمع نفسه ، أي أن هناك علاقة جدلية بين عمليتي التحرر ووجود المرأة ككائن منتج ، يتمتع بمزيد من الانفتاح الفكري ، وبأن يكون كلا الجنسين على قدر من الوعي والمسؤولية في الموقف والسلوك . عندها تتغير النظرة ، وندخل عالم الجندرة بالتوصيف الذي أراده مطلقوه

ISSN: 2306-7128