ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الدين والحضارة بين الإسلام والغرب : تحديات الصراع وشروط الحوار بين النظرية والواقع

المصدر: التسامح
الناشر: وزارة الأوقاف والشؤون الدينية
المؤلف الرئيسي: الحباشة، صابر بن محمود (مؤلف)
المجلد/العدد: مج 5, ع 17
محكمة: نعم
الدولة: سلطنة عمان
التاريخ الميلادي: 2007
التاريخ الهجري: 1428
الشهر: شتاء
الصفحات: 41 - 58
رقم MD: 459736
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: شكل الصراع حول ريادة البشرية منوالا متكررا خلال الحقب والعصور، تجلى من خلاله سعي الشعوب والأمم إلى أن تكون لها اليد الطولى على سائر سكان المعمورة. ومحاولات الإمبراطوريات القديمة في التوسع والحركات الاستعمارية والكولونيالية والإمبريالية... في العصور الحديثة، كلها أشكال مختلفة لهذا المسعى المحموم للغلبة والسيطرة. ويمثل التنظير الفكري لهذه السياسة المنهجية في بذر أفكار التمايز والمفاضلة بين الناس، ومن يستتبع ذلك من عقد تفوق وشطر العالم إلى شطرين: أحدهما متحضر ماسك بزمام الأمور يستحق الحياة والآخر متخلف تابع، مآله السحق أو خدمة الشطر الأول. وقد تختفي هذه الهمجية الفكرية الراديكالية تحت غلالة من الجبرية والحتمية التاريخية يتستر خلفها أصحاب التعصب الأعمى لمنوال من المناويل التي يرون أنها ((نهاية التاريخ)) و((زبدة الحقب)) ولن يتمكن الناس -حسب هذا المنظور -من أن يبدعوا أفضل منها .. خصوصا إذا بينت وقائع التاريخ سقوط نظم أخرى كانت تمثل البديل / المنافس الاستراتيجي لتلك المناويل. وهذا الطرح، كما قلنا، يستبطن نظرة تكثف مآزق البشرية ولا تطلب لها حلولا. فهي تستبقي الوضع على ما هو عليه إلى ما لا نهاية؛ وكأن الغاية الأبدية التي على الشعوب المتخلفة أن تسعى إلى تحقيقها هي بلوغ ذلك النموذج الغربي النهائي.. والعبرة تبقى في المدة التي ستحتاج إليها لتحقيق هذا المأرب والرهان يظل كيف نقنع النموذج الغربي بأحقيتنا بأن ننضم إلى دائرته المحظية. فإغلاق الباب أمام البدائل واختزال نموذج النجاح في النموذج الغربي هو اختزال لما يعتمل في واقع التحديات التي تمر بها البشرية. ولعل مربط الفرس يكمن -إسلاميا وعربيا -فيما نشكوه من غياب مشروع حضاري استراتيجي يكون طموحا وأملا في تحقيق التوازن المفقود، مع غيرنا من التكتلات البشرية في مختلف أصقاع العالم، منذ زمن طويل، فلا يمكن الحديث عن صدام أو حوار أو غير ذلك من أشكال التفاعل الحضاري في ظل عدم وقوف الذات الجماعية إسلاميا وعربيا على أرضية صلبة من التخطيط لمشروع جوهري. أما المسميات الكرتونية للأقاليم الصورية، والاجتماعات البيروقراطية، والتنسيقات العرضية، وخطابات الاستهلاك للداخلي أو الاستسلام للخارجي ...، فلم تعد تسكن الجوع الشديد إلى تصور ملامح مشروع حضاري والشروع في تنفيذه، في تصميم حاسم.

عناصر مشابهة