المصدر: | المجلة العلمية للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث |
---|---|
الناشر: | المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث |
المؤلف الرئيسي: | الأفندي، عبدالوهاب (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | El-Affendi, Abdelwahab |
المجلد/العدد: | ع 10 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
ايرلندا |
التاريخ الميلادي: |
2007
|
الصفحات: | 1 - 22 |
رقم MD: | 460946 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
يطرح الوجود الإسلامي في الغرب تحديات جديدة على الأمة الإسلامية. فمن جانب فإن هذا الوجود يتبع سنة قريبة في ضرب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ابتغاء من فضل الله، وما تبع ذلك من نشر للعقيدة الإسلامية في معظم ما أصبح اليوم دارا الإسلام. ومن جهة أخرى فإن هذا الوجود تنامى في ظل تحديات جديدة وفرص غير مسبوقة. وتتمثل التحديات في الصعود السياسي والثقافي والاقتصادي للحضارة الغربية المعاصرة التي أصبحت تواجه المسلمين بتحديات كبرى في الحفاظ على هويتهم الثقافية واستقلالهم السياسي حتى داخل دار الإسلام. وقد أثار هذا الوضع شبهات حول شرعية الوجود الإسلامي في الغرب، خاصة حين تتعرض الأجيال الصاعدة للفتنة في الدين، ويفرض على المسلمين المشاركة في نظم سياسية واجتماعية علمانية وأحياناً المشاركة في حروب ضد دول إسلامية. وبالمقابل فإن المسلمين يجدون في بلدان المهجر مجالا واسعا للمشاركة السياسية والاجتماعية وضمانات للحقوق، بل والقدرة على التأثير في عملية صنع القرار في بلدانهم المتبناة. وهناك جدال محتدم في أوساط الجاليات المهاجرة بين من يدعون إلى الانفصال عن مجتمعات المهجر، بل والهجرة المعاكسة تجنباً للفتنة، وبين من يدعون إلى الاندماج والتعايش وتطوير "إسلام أوروبي" يوائم الواقع الجديد، ويساعد على محاربة الغلو والتطرف. ولا شك أن هناك أسئلة مهمة وعميقة يطرحها الوجود الإسلامي في الغرب ومجالات المشاركة المتاحة فيه، إضافة إلى التحديات الكثيرة التي تواجه المجتمعات المسلمة في المهجر، خاصة في ظل تصاعد العداء للإسلام في السنوات الأخيرة، وتراجع ما عرفت به المجتمعات الغربية من انفتاح واحترام للتعددية والاختلاف. كل هذه التحديات تطلب من كل المسلمين، وليس فقط مسلمي المهجر، إعمال الفكر والاجتهاد للبحث عن حلول مناسبة للإشكالات التي تواجه مسلمي المهجر حتى يحقق الوجود الإسلامي في الغرب غاياته وتدفع عن الأمة المخاطر التي يواجهها. وقد تطورت تجارب المشاركة السياسية للمسلمين في أوروبا عبر مراحل عدة، بدأت من مشاركة خجولة كان تتم في إطار الهوية العرقية أو القومية المحدودة، أو تتم في إطار الهوية الجامعة للمهاجرين، ثم تطورت عبر أشكال عدة لتصبح مشاركة تعلن طابعها الإسلامي، وتصر على المشاركة في قلب الحياة العامة تحت مظلة هذه الهوية. وما يزال يكتنف هذه المشاركات الكثير من القصور في الأدوات والرؤى، كما أنها تفتقد للفاعلية وتواجه تحديات كبرى أبرزها تجذر العداء للإسلام في الهوية الغربية، والجو المعادي الذي خلفته التطورات الأخيرة. وكل هذا يستدعي جهودا مضاعفة لمواجهة التحديات الماثلة والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة. |
---|