ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







جدلية الوحدة والإختلاف والتعددية السياسية في الإسلام

المصدر: المجلة العلمية للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث
الناشر: المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث
المؤلف الرئيسي: الغنوشي، راشد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 10
محكمة: نعم
الدولة: ايرلندا
التاريخ الميلادي: 2007
الصفحات: 103 - 128
رقم MD: 460959
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: إنه ولئن لم تعرف التجربة السياسية للحضارة الإسلامية نظرية للشورى تحدد أبعادها الإجرائية، وتطبيقا لتعددية سياسية معترف بها تمثل كابحا للاستبداد، وتحقق التداول السلمي للسلطة، وتنزع مسوغات العنف، وبالقطع لم يعرف غيرها من التجارب ذلك، إلا أن ذلك لم يعدم الحضارة الإسلامية تعددية حضارية ودينية واسعة جدا منعت من اندلاع حروب دينية وعرقية كانت مألوفة إلى وقت قريب في سياق حضارات أخرى، بسبب ما تأثل في أصول الإسلام من قواعد أساسية، مثل قاعدة حرية الاعتقاد ومنع الإكراه، وقاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فضلا عن مبدأ الشورى، ومنع أي سلطة دينية تحتكر تأويل نصوصه وتمنح وتحرم أذون الجنة. كل ذلك يؤهل الإسلام لاستنبات وازدهار تعددية سياسية ثرية جدا تفيد من آليات الديمقراطية المعاصرة التي يمكن أن تعمل بنجاح أكبر في أرضه بسبب ما يمكن للبيئة الإسلامية أن تسده من ثغرات خطرة في البناء الفكري القيمي الغربي للديمقراطية، مثل استعادة العلة الغائية للفعل البشري، والتضامن للعلاقات الإنسانية، وبالخصوص التضامن الأسري، وعلاقات الجوار، وحضور عالم الغيب في عالم الشهادة بما يعيد الاتصال المفقود بين الأرض والسماء، بين الدين والحياة، بين الاقتصاد والأخلاق، بين القوة والحق، ويحد من سعار التهارش على الأموال والمتاع، ويضع ضوابط خلقية على الحياة السياسية والاقتصادية، فلا تكون صراعا محموما لا مكان فيه لضعيف. كما أنه يمكن للأقليات الإسلامية المتنامية في الغرب أن تمثل جسر تواصل بين الحضارتين، وأن تتعلم من خلال مشاركتها في الحياة السياسية الغربية وبالخصوص مع التيارات التقدمية الإنسانية كيف تمارس العملية الديمقراطية ممارسة عملية منظمة بآلياتها، مبرأة من اندفاعاتها المادية والغريزية. والله ولي التوفيق.

عناصر مشابهة