ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







ترائي الهلال بواسطة المراصد والقول إذا لم يري بها ورئي بالعين

المصدر: الإعجاز العلمي
الناشر: رابطة العالم الإسلامي
المؤلف الرئيسي: باصره، حسن بن محمد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 32
محكمة: لا
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2009
التاريخ الهجري: 1430
الصفحات: 14 - 17
رقم MD: 465145
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

51

حفظ في:
المستخلص: لا شك أن التقدم العلمي والمعرفي الذي سخره المولى عز وجل من الأسباب التي أدت إلى التوصل العمل برامج وجداول تمدنا بمواعيد الشروق والغروب والكسوف والخسوف والاستتارات النجمية والكوكبية للسنوات الغابرة والقادمة بإذن الله. وهذه الحسابات دقيقة وقطعية لا يمكن لأي شخص أن ينكرها، وبالتالي فلا يمكن أن يكون الحساب الفلكي من الأمور المقبولة لكل أجرام الكون فيما يكون مثار الريبة للقمر وحده. وعلى هذا فإن حسابات زمن شروق وغروب القمر ووجوده فوق الأفق من عدمه قطعية لا يخالطها أدنى شك. ولا يوجد تضارب ما بين قطعية وجود القمر وفق الأفق وما بين الرؤية الصحيحة التي لا يكذبها الحس، ولعل من ينكر ذلك يكون متسبب في فتح باب على الإسلام يلج منه الملحدون ومن يحارب الإسلام ويقدم لهم حجة أن الإسلام مبني على الجهل وإنكار البراهين القاطعة. فعندما يكون القمر تحت الأفق لحظة غروب الشمس فليس هنالك أي احتمال لرؤيته، وأي شهادة برؤيته ما هي إلا رؤية ظنية بلا شك. ولأن الله تعبدنا بالرؤية الطبيعية الصحيحة المنفكة عما يكذبها، لزم التحقق من أن ما تراه العين موجود وفق الأفق وجودا حسيا لا توهما. فإذا كانت رؤية الهلال صحيحة فالمنظار سيوضحه بشكل أفضل، إذ لا يشك أحد في مدى قدرته على الإيضاح. ووجود تصريحات تشير بأن الرؤية بالعين المجردة أفضل من الرؤية عبر المنظار أمر مستهجن لا يسهم إلا في زيادة الإشكالات المصاحبة للترائي، تماما، كما يسهم في زيادة الإشكالات طلب ترائي الهلال في ليال لا وجود له فيها فوق الأفق على الإطلاق. وكثيرا ما نقول بأن الاعتبار بالحساب الفلكي في مسألة رؤية الهلال إنما يكون في النفي دون الإثبات، فالنفي يكون في عدم قبول شهادة رؤية للهلال في حالة أن القمر قد غرب قبل الشمس (مع ملاحظة أنه حتى لو تخلف فوق الأفق فهنالك اعتبارات أخرى لا بد من الأخذ بها)، أما إذا أفادت الحسابات بأن القمر قد تخلف بعد غروب الشمس ثم لم يتقدم برؤيته أحد فلا يجوز إثبات الشهر لأن أصل الصوم الرؤية. لذا يجب عدم الالتفات إلى القول بأن العمل بالحساب الفلكي يغني عن العلم بالنسبة النبوية ويتسبب في تزهيد الناس في ترائي الهلال، أو يتضمن الطعن في القضاة، حاشا لله أن يكون كذلك، بل إن الاستئناس بالحساب يعتبر وسيلة يستعملها القضاة في تمحيص شهادة الشهود ومعرفة متى يمكن قبولها أو رفضها. ومما يكذب بعض الشهادات عدم ظهور الهلال في الدول الواقعة غرب الدولة الذي تمت فيها الرؤية الأولى لأن ذلك من السنن الكونية مثل غروب الشمس أولا على الرياض ثم على مكة المكرمة. وأخيرا فكما ذكرت سابقا أن المنظار يوضح موجودا ولا يوجد مفقودا، فما تراه العين المجردة لا بد أن يوضحه المنظار، ومالا يراه المنظار لا يمكن أبدا أن تراه العين المجردة. وفوق ذلك فإن معايير الترائي بالعين المجردة تتطور من حين إلى آخر على يد من حباهم الله حدة النظر، لذا فإنهم مدعوون للإسهام في تطويرها وتحسينها والمشاركة في تحديد الظروف المواتية للتمكن من رؤية الأهلة الرهيفة الموجودة فوق الأفق بعد غروب الشمس.

عناصر مشابهة