520 |
|
|
|a لقد سادت ثقافات الإعداد للمنافسة الاقتصادية الشرسة, والمقاييس والامتحانات المقننة, والمناهج المقسمة إلى مواد, ووحدات, ودروس؛ وصار الطالب يبرمج ويدفع دفعا لمقابلة متطلبات النجاح, حتى لم يعد قادرا على رؤية الصورة الكلية الكاملة, ولا يتبين العلاقات التي تربط الأمور ببعضها, وتربطه ببيئته المحيطة, وبالكون, الأمر الذي أفقد التعليم معناه, ومغزاه, وأفقد المتعلم تواصله مع ذاته, وجوهره. وبات من الضروري البحث عن نوع بديل من التمدرس من منطلق الحب, يعيد الروح للتعليم, ويسترد التوازن المفقود بين التفكير, والشعور, والإرادة, كما هو الحال مع تمدرس (شتاينر / فالدورف) (S/W) الذي أسسه رودولف شتاينر (Rudolf Steiner) (1861-1925), وهو من الشخصيات الأوربية الكلاسيكية المتميزة, والمؤثرة في التعليم البديل, والتربية الكلية, لكونه صاحب فلسفة ورؤية, لا تزال حية, حيث يواصل الباحثون بحثهم في شخصه, وفي مؤلفاته, ويعترفون بأن أفكاره لا تزال تلهمهم, غير أن مثل هذه الدراسات لم تأخذ حظها من الاهتمام, والتناول في الأدبيات التربوية باللغة العربية. \ فهذه الدراسة تهدف إلى التعريف برودولف شتاينر كمتعلم, ومعلم, وقائد روحي, وفيلسوف صاحب رؤية ومدرسة في التربية؛ والتعرف على الأفكار الرئيسية في فلسفة تربية شتاينر / فالدورف, وملامح المراحل الدراسية المختلفة في مدرسة شتاينر/ فالدورف؛ هذا بالإضافة إلى بعض ملامح مدارس شتاينر / فالدورف المعاصرة وخريجيها. \ وتستخدم الدراسة مجموعة من مناهج البحث كالوصفي, والتاريخي, والمقارن لتتبع المحطات المهمة في حياة شتاينر, وتاريخ مدرسة شتاينر / فالدورف, ومقارنة المراحل الدراسية المختلفة, من حيث الفلسفة التي تقوم عليها وطرق التدريس والمناهج. وذلك بربط الوجود الإنساني المكون من الروح, والنفس, والجسد بقدرات التفكير والشعور والإرادة, من خلال ثلاث مراحل عمرية هى من الميلاد حتى السابعة, ومن السابعة حتى الرابعة عشرة, ومن الرابعة عشرة فأكثر, في إطار مراحل دراسية ثلاث هى: ما قبل المدرسة, والمدرسة الإبتدائية / الإعدادية, والمدرسة الثانوية, حيث يجري التعلم من خلال المحاكاة, والسلطة الطبيعية, والحرية والمسئولية.
|