المستخلص: |
تواجه منظمات القرن الحادي والعشرين موجة غير مسبوقة من التغيير, وبيئة عمل تتميز بالسرعة, وعدم اليقين, والاضطراب والتقلب, ويبدو أن المنظمات الحديثة ليس لديها خيار سوى التكيف مع هذا التغيير وإلا واجهت خطر الفناء, وقد حفزت هذه الخلفية من التغيير إعادة تقييم المفاهيم الإدارية التقليدية, وإعادة النظر في الأعمال التقليدية من حيث: النماذج والعمليات والنظم, لتقديم وتبنى إدارة جديدة تدور فلسفتها حول ممارسات المنظمات المتعلمة ومبادئها. وباعتبار المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية نظاما مؤسسيا يعمل في المجتمع فإنه يبحث باستمرار عن حلول للمشكلات التي تواجهه, كما يسعى إلى تبني نظما جديدة ومفاهيم إدارية عصرية لتحقيق التكيف والتأقلم مع التغيرات المتسارعة بكفاءة وفعالية, ومن تلك المفاهيم الإدارية الحديثة المنظمة المتعلمة والتي يهدف تبنيها إلى بناء متجدد لوحدات العمل داخل المركز من حيث وظائفها الرئيسة. سعت الدراسة للتعرف على درجة توافر أبعاد المنظمة المتعلمة بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية, وتقديم بعض المقترحات والتوصيات من خلال استخدام المنهج الوصفي وأداة الاستبانة, وقد خلصت نتائج الدراسة الميدانية إلى توفر أبعاد المنظمة المتعلقة (البعد الإستراتيجي, البعد التنظيمي, البعد الثقافي) بدرجة متوسطة بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية, وعليه قدمت الدراسة عددا من التوصيات منها: 1- الاعتماد على مصادر متنوعة في الحصول على المعلومات من خلال: العملاء والمستفيدين, والعاملين والمراكز المنافسة والتى تقدم خدمات متشابهة سواء بالداخل أو الخارج, والتجارب الناجحة في المجال, وآراء وتقارير الخبراء. 2- تنمية وعي ومهارات ومعارف العاملين بالمركز. 3- تشجيع العمل الجماعي بروح الفريق على مختلف المستويات الوظيفية من خلال تكوين ودعم فرق العمل لتنمية السلوك التعاوني وتبادل الخبرات والتجارب بين أعضاء هذه الفرق. 4- أن تعمل إدارة المركز على دعم جميع العاملين بالمركز وتشجيعهم على الانخراط في عمليات التعلم من خلال إشراكهم في المؤتمرات والندوات واللقاءات العلمية المختلفة لتشجيعهم على التعلم الفردي والجماعي. 5- مراجعة وتحديث الهيكل التنظيمي للمركز بما يسمح له بمزيد من المرونة, والقدرة على التنسيق بين مهام المركز وطاقات العاملين به والقدرة على فتح قنوات اتصال واسعة. 6- التعاون مع المراكز البحثية في الدول العربية والأجنبية مع ابتعاث باحثي المركز لهذه المراكز لتعرف هياكلها ومهامها وآليات العمل بها وكيفية الاستفادة من نتائج البحوث التي تجريها والاستفادة من كل ذلك في تطوير المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية. 7- مراجعة دور المركز في تطوير العملية التعليمية داخل مدارس التعليم قبل الجامعي من حيث مراجعة المناهج الحالية والعمل علي تطويرها وتجريب الحديث منها قبل تعميمه. 8- العمل بشكل متضافر ومتكامل مع وزارة التربية والتعليم على إعداد الخطط الإستراتيجية للتعليم, وتطوير وتحديث السياسات التعليمية بالدولة.
|