ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







عتبات النص في رواية لاروكاد لعيسى شريط : مقاربة سيميائية

المصدر: مجلة الحقوق والعلوم الإنسانية
الناشر: جامعة زيان عاشور بالجلفة
المؤلف الرئيسي: بن لقريشي، عمار (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 12
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2012
الشهر: نوفمبر
الصفحات: 72 - 76
ISSN: 1112-8240
رقم MD: 468833
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex, IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

80

حفظ في:
المستخلص: "لاروكاد" نهر يجري بعفوية الطبيعة ليصب في محيط الواقعية حاملا معه أصداء المدينة، وأخبار الأزقة، وعلي جنباته بقايا حب وأشلاء عفة ضائعة. نهر معبأ بالهموم والمآسي يجري في دروب وعرة، ومنحدرات عميقة مؤديا أغنية الحياة (فالرواية تحكي يوميات حي "لاروكاد" بكل تناقضاته، وظواهره من حرب التحرير وصولا إلي زمن الانفجارات، وبداية ظهور ما عرف بالحركة الإسلامية السياسية في الشارع الجزائري.) (1). يقول "عيسي شريط" (في الحقيقة فإن الرواية متشعبة الأحداث والشخوص فهي تحتوي علي الحدث الاجتماعي، والحدث السياسي، والحدث التاريخي أحيانا اخترت لها زمن ما قبل أحدث أكتوبر 1988، وحاولت من خلالها تفسير بعض الظواهر السائدة في المجتمع الجزائري، وذلك اعتماد علي مصدرها التاريخي فهناك ظواهر نعيشها الآن لها أسباب تاريخية، وتحديدا في فترة ثورة التحرير الكبرى وما قبلها بقليل، كل هذه الأحداث وظفتها في الرواية.) (2). كما تعد هذه الرواية عملية بحث في الأسباب التي أدت بمجتمع كالمجتمع الجزائري إلي الوصول إلي طريق مسدود في حياة أفرادها وتناقضاتهم النفسية والاجتماعية في حي أو زقاق يحمل من الدلالات والإيحاء الرمزي الشيء الكثير ابتداء من ذلك الطريق الحجري المسمى "طريق لاروكاد" الذي شكل قدر الحي في تكوين مدينة نظرا لموقعه الاستراتيجي، هذا الحي الذي اتخذ اسما آخر أشتهر به هو "الحي اليهودي" الذي كان أكثر سكانه من اليهود، الذين اتخذوا من التجارة مهنة، ونسبوا إلي البيت لهم هو بيت "شيش بورتيش". هؤلاء اليهود الذين غادروا البلاد علي مضض غداة الإعلان عن استقلال الجزائر. لقد عني الكاتب منذ الأسطر الأولي للرواية بتقديم شخصياته وملامحها الجسمية والاجتماعية والنفسية. بطل هذه الرواية هو "التهامي" الذي ترتبط جميع أحداث الرواية، تقريبا، به وهو شخصية مؤثرة علي مجتمعها في حي "لاروكاد" لمكانتها الاجتماعية والمادية، إلا أنها بقدر ما كانت تعطي، كانت تأخذ الكثير. وتزاحم هذه الشخصية في فضاء الرواية شخصية أخري هي زوجته "جميلة" ذات الستة والعشرين ربيعا، وهو "التهامي" ابن الستين خريفا. حين ارتبطت به، وجد "شويحة"- الشخصية القلقة والباحثة عن الثراء- في ذلك فرصة لتحقيق أغراضه الانتهازية، خصوصا وأن "جميلة" كانت تعشقه منذ الصغر، بالإضافة إلي علاقة القرابة فهي ابنة عمه. حيث أدي دورا كبيرا في إقناع "جميلة" من الزواج ب "التهامي" واعدا إياها بالزواج بعدما يتمكنان من تهريب بعض ماله لضمان مستقبلهما. وهناك كذلك علاقة "التهامي" ب "سحنون" الشاذ، التي أدت إلي نهاية غير سعيدة. "سعاد" بنت "التهامي" التي تعيش حظها السيئ مع أخيها "خالد" بسبب المعاملة السيئة لزوجة الأب "جميلة"، هذه القسوة في المعاملة جعلتها تفكر أحيانا في الفرار، وهجر كل شيء، لكن رعايتها لأخيها تكبلها، وهي تربطها أيضا علاقة بريئة ب"إسماعيل" ابن الجيران، وزميل الدراسة الثانوية، هذا الشاب الأنيق الوسيم الذي يعتني بمظهره كثيرا، ويعد من أهم قضاياه. وشخصية "حسين المسرح" الذي يساعده ضابط الشرطة علي الهرب خارج حدود الوطن لأنه متهم بممارسة النشاط السياسي المعارض، وهو صورة للمثقف الجزائري الذي يتخذ من الهجرة القسرية، واللجوء السياسي حماية لحياته. شخصية "موسي السوكارجي"، وعلاقته ب"الهوارية" المومس التي جاءت من الغرب الجزائري إبان ثورة الثورة التحريرية إلي هذا الحي. وشخصية "علي القهواجي"، و"ثامر لحدب" الكاتب العمومي علي الآلة الراقنة، وشخصية "الحاج ساعد" الإسكافي ورائحته الكريهة، التي غزت محله، وشجاره الدائم مع الإمام، هذا الإمام الذي راودته يوما "الهوارية" علي نفسها فرض، ومن السكان من كان يعتقد بأنه خلا بها عشرات المرات. تلك هي ملامح الشخصيات مع نفسها، وفي علاقتها مع بعضها البعض.

ISSN: 1112-8240