المستخلص: |
أن المؤلفات الفقهية لدى السادة المالكية انبنت في الأصل على تجميع تلامذة مالك لما ذهب إليه مالك من استدلالات وفتاوي وآراء، كما فعل ابن القاسم وأشهب وابن وهب، وهو الأمر الذي جسده سحنون في مدونته وابن حبيب في واضحته وابن المواز في موازيته... ثم ما فتى من بعدهم أن خرجوا من تلك الدائرة، فشرحوا بعضاً من الكتب المذكورة وهذبوه، واختصروا بعضاً آخر وأصلوه وقارنوه بمدونات وكتب المذاهب الأخرى، كما مر بنا مع النوادر والزيادات لابن أبي زيد، وابن يونس في الجامع لمسائل المدون، وابن عبد البر في التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد. وقد اتسمت الفترة التي امتدت من مرحلة التأسيس إلى نهاية القرن الثامن بالارتباط بالوحيين والمرونة والانفتاح والبعد عن التعصب بشكل عام، خاصة خلال القرون من الرابع إلى السابع.
|