المستخلص: |
يهدف هذا البحث إلى بيان أن سورة (العصر) - مع أنها من أقصر سور القرآن الكريم -، فإنها بليغة من نوعها، فهي تتضمن منهجا ربانيا كاملاً جامعا لمقومات المجتمع، بما احتواه من دلائل تربوية واضحة في كلمات قصيرة، تحمل معاني عظيمة من الفضائل المثلى، ودلالات واسعة شاملة مشدودة بخيوط متينة، ومرتبطة بعضها مع بعض. أولى هذه المقومات: الإيمان بالله تعالى الذي يقر في القلوب تصديقا ويقينا، فهو يشكل الإطار المرجعي الأول للقيم الفضلى التي بها تحيا القلوب، وتسمو الأرواح، وهو السبيل إلى الحياة الكريمة الطيبة. ثانيها: العمل الصالح المقترن بالإيمان، الذي يفيض على الجوارح سلوكا وعملاً، ويوظف الطاقات، ليكون صورة عملية واقعية يتجلى فيها، ليثبت وجوده. ثالثها: التواصي بالحق وهو الخير كله، ورابعها: التواصي بالصبر. إن التزام الإنسان بهذا المنهج السديد: هو الفوز بالسعادة، والنجاة من الخسران.
|