المستخلص: |
يُعد قاضي الجند من الوظائف الرئيسية في الدولة العربية الإسلامية، ظهر في بداية العهد الإسلامي ولم تصرح المصادر التاريخية إلى ذلك بصورة مباشرة، فنشر تعاليم الدين الإسلامي وتحقيق العدالة في المجتمع وحل المشاكل بين أبناء المسلمين، يعد سبباً رئيساً في ظهور وظيفة قاضي الجند وكان الفقهاء وقادة الجيش ممن يتولى ذلك. وبعد أتساع رقعة بلاد المسلمين وظهور المذاهب الإسلامية وتعدد تركيبة المؤسسة العسكرية بضمها جنداً على المذهب الشافعي أو المالكي أو الحنبلي ... دعت الحاجة إلى تعيين قاضي للجند حسب المذهب الذي ينتمى إليه أبناء المؤسسة العسكرية ولم تقتصر وظيفته على حل نزاعات الجند، بل أسندت إليه وظائف أخرى في بعض الحقب التاريخية منها قيادة الجيش والنظر في بيوت المال صاحب الصلاة والتدريس ... ويعد أنتشار وظيفة قاضي الجند في بلاد أفريقيا والأندلس أكثر منه في بلاد المشرق الإسلامي. يعد منصب قاضي الجند من الوظائف التي عرفتها الدولة الإسلامية منذ الفترات المبكرة، لكن المصادر التاريخية – المتوفرة لدينا – لم تشر إلى ذلك بصورة صريحة إلا في نصوص قليلة ومبعثرة بين صفحات المصادر، لذا يلاقي الباحث صعوبات منها تحديد تاريخ ظهور الوظيفة، فضلا عن عدم انتشاره في بعض الحقب التاريخية الخاصة بأحداث بعض المدن والأقاليم التابعة للدولة العربية الإسلامية لذا جاءت هذه الدراسة عن وظيفة قاضي الجند شاملة لبعض الأقاليم التابعة للدولة العربية الأسلامية ولفترة تاريخية امتدت حتى عهد المماليك في بلاد الشام ومصر، ونعتذر عن الهفوات العلمية التي رافقت كتابة هذا البحث المتواضع ومن الله العون والسداد.
The post of the army judge in Islam is deeply rooted in the Islamic society ever since the beginning of Islamic notification. It contributed, besides Prophet Mohammed PBOH, to the command of battle formations and in solving problems that faced Muslims. During the expansion of the Islamic state those judges taught people the main principles of Islam Jurisprudence. Most field commanders were not specialized in jurisprudence which urged authorities to assign military judges. When different Islamic creeds appeared, it was necessary to resort to those people for advice and instruction. The army judge, unlike the civil one, is concerned with some military matters in addition to some civil ones like prayer and the monetary fund
|