| المستخلص: |
تتطرق هذه الدراسة لموضوع الدبلوماسية الفرنسية في منطقة الخليج العربي والمحيط الهندي من خلال نشاط نائب القنصل الفرنسي في مسقط بول أوتافي (Paul Ottavi) (1861 - 1916) في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر. هذا، وقد جرت العادة أن يتم التعامل مع قضايا التاريخ الدبلوماسي من منظور الأحداث الكبرى والتحالفات الدولية والعوامل التاريخية المؤثرة، على أن التعرض لدور الأشخاص الذين صنعوا هذه الأحداث، وأثروا فيها انطلاقًا من تكوينهم الشخصي ومسارهم المهني وطموحاتهم وأوضاعهم الخاصة له أهمية بالغة في تسليط الضوء على جوانب قد تظل غامضة دون الرجوع إلى دور الأفراد. من هذا المنطق يُظهر تحليل وثائق الأرشيف الدبلوماسي الدور المحرك الذي لعبه أوتافي في الدبلوماسية الفرنسية في الخليج خلال السنوات الأخيرة من الصراع الفرنسي - الإنجليزي الطويل الذي انتهى في بداية القرن العشرين. فعلى الرغم من أن أوتافي كان يعمل في عزلة بعيدًا عن مراكز القرار في باريس وفي ظل انعدام جهاز إداري قنصلي يدعم مهمته في مسقط إلا أنه نجح لعوامل ذاتية (التجربة والحنكة النفسية والصحية والطموح الشخصي) وموضوعية (توجه الديبلوماسية الفرنسية) من تحقيق بعض الأهداف على الرغم من الهيمنة البريطانية والتردد ثم التراجع الفرنسي؛ كما أن فشل مهمته كان له أيضًا أسباب ذاتية (العوامل النفسية والصحية) وموضوعية (تغير الوضع الدولي وتراجع الدور الفرنسي في عمان وفي الخليج). هذا ما نحاول تقصيه من خلال دراسة تعتمد أساسًا على المادة الأرشيفية.
This study covers the French diplomacy in the Gulf and Indian Ocean region through the activity of Paul Ottavi (1861-1916) who was appointed French Vice-consul in Masqat during the last years of the 19th century. Diplomatic history usually deals with great events, states alliances and influential historical factors; thus it neglects the role of individuals whose personality, experience and ambitions contribute to shape historical developments whose comprehension remains incomplete unless considering the individual factor. According to this viewpoint, French diplomatic archives reveal the key role of Ottavi during the last years of the French-British colonial competition. Ottavi, who accomplished his mission lonely, lacking sometimes the support of decision-making spheres in Paris, succeeded, for a while, in destabilizing British hegemony in Masqat. While personal factors (experience, abilities and ambition) and objective ones (French diplomacy orientations) explain his temporary success, other personal factors (psychological and health conditions) and objective ones (evolution of the international relations) precipitated his ultimate failure. This archive-based study presents a fascinating and unknown episode of diplomatic history
|
