ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







القدس القديمة ومحيطها : الانقلاب على المشهد الثقافي و تهويده

المصدر: مجلة الدراسات الفلسطينية
الناشر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية
المؤلف الرئيسي: الجعبة، نظمي (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 85
محكمة: نعم
الدولة: لبنان
التاريخ الميلادي: 2011
الشهر: شتاء
الصفحات: 23 - 40
ISSN: 2219-2077
رقم MD: 477923
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

64

حفظ في:
المستخلص: بعد أكثر من أربعة عقود من السياسات الإسرائيلية في البلدة القديمة، يمكن القول إننا نشهد اللمسات الأخيرة من مشروع تهويد المشهد الثقافي، وخصوصا في المحيط الغربي والجنوبي، وفي جزء من المحيط الشرقي للبلدة القديمة، وكذلك تطوير جميع الوسائل الممكنة وتسخيرها من أجل تسهيل الحركة والاستيطان في البلدة القديمة ومحيطها. وتضمن هذه المخططات رواية توراتية عبر الآثار والمظاهر العمرانية، وكذلك تخفيف تأثير الوجود العربي ورموزه، ورفع الأعلام الإسرائيلية في كل مكان ممكن. (28) ويمكن ملاحظة الحرب الدائرة على مشهد المدينة عبر إعادة بناء كنيس حوربا بقبة عالية شاركت قبة الصخرة وقبة القيامة فضاء المدينة، وبناء كنيس أوهل يتسحاق بالقرب من المسجد الأقصى، ورفع الشمعدانات (منوراه) في أماكن متفرقة إلى جانب العلم الإسرائيلي على جميع المباني الاستيطانية. يمكن القول إن نجاح هذه المشاريع لن يؤدي إلى احتلال المشهد وتسخيره في فرض أمر واقع جديد يؤثر في مستقبل المدينة فحسب، بل إلى حسم الوضع في النصف الجنوبي للبلدة القديمة أيضا، وتهويده كاملا، وربطه كي يصبح امتدادا لغربي القدس بعد إزالة جميع العوائق التي تحول دون ذلك. وبالتأكيد سيكون لهذه المشاريع أبعادها الديموغرافية، إذ ستؤدي إلى ترحيل كثير من الفلسطينيين من جهة، وإلى تعزيز الاستيطان اليهودي من جهة ثانية. وأمام القدس وسكانها من الفلسطينيين ومَن يدعمهم معركتان في مواجهة هذه المخططات، الأولى على المستوى الدولي عامة، وعلى مستوى اليونسكو خاصة، ذلك بأن تنفيذ هذه المخططات هو تدمير منظم للتراث الثقافي في القدس وللمشهد المقدس الذي يعود في تكوينه إلى آلاف السنين، كما أن وجود القدس على قائمة التراث العالمي وقائمة التراث العالمي المهدد يجعل العبث بهذه المدينة جريمة دولية. لهذا، يجب استغلال هذه النافذة إلى حد كبير، أكان ذلك من باب محاولة وقف هذه الإجراءات، أم من باب التوعية وفضح هذه السياسات. أمّا المعركة الثانية فهي مزدوجة تشمل المقاومة والممانعة والصمود من جهة، واستعمال جميع أساليب الاعتراض التي تبيحها القوانين الإسرائيلية، ومن ضمنها تجنيد مَن يقف مع حماية التراث الثقافي في القدس من الإسرائيليين من جهة ثانية. وفي الحقيقة، فإن المعركة الثانية تدور منذ فترة في سلوان وحي البستان، كما أن عدداً من المهتمين من فلسطينيي 1948 يقوم بالمعركة القانونية.

ISSN: 2219-2077