ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







حلم النهضة بين أمية الفرد وأمية الدولة

المصدر: المؤتمر السنوي العاشر- تعليم الكبار والتنمية المستدامة في الوطن العربي
الناشر: جامعة عين شمس - مركز تعليم الكبار والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم
المؤلف الرئيسي: توفيق، محسن (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2012
مكان انعقاد المؤتمر: القاهرة
رقم المؤتمر: 10
الهيئة المسؤولة: مركز تعليم الكبار ، جامعة عين شمس والهيئة العامة لتعليم الكبار ، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم و المؤسسة العربية للاستشارات العلمية وتنمية الموارد البشرية ، وزارة الدولة لشئون البيئة
الشهر: إبريل
الصفحات: 69 - 94
رقم MD: 479122
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

123

حفظ في:
المستخلص: كثيرا ما توصف الأمية بانها "عار" على أي مجتمع ما زال جزء من أفراده يحمل وصمتها. وحقيقة الأمر أن الأمية ليست مجرد صفة بل هي واقع تتمثل كارثيه في نتائجه وتوابعه. ففي القرن الحادي والعشرين وفي ظل عالم ومجتمعات المعرفة فالأمية في أي مجتمع ليست إلا الباب الأوسع للتخلف الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ليس فقط على مستوى الفرد وهما علي مستوى الأمة والدولة. والفرق بين الأمية ومحوها هو الفرق بين هزيمة 1967 ونصر 1973. إنه الفرق بين جندي 1967 بسيط للثقافة او أميها، وجندي 1973 خريج التعليم العالي. إذن فالأمية هي أيضا قضية أمن قومي. إن الأمية هي ذلك "الحاجز" الذي يفصل وعي الفرد عن إدراكه لكينونته ومكانته كمواطن في دولته، وكواحد من سكان هذا العالم. فالأمي عاجز عن التواصل مع مجتمعه ثقافيا وفكريا. وهو في معظم الأحوال متقوقع داخل ذاته أو في جماعته من الأميين الذين نتأرجح ثقافاتهم بين التأويلات والتهويمات والخرافات، وهو ما يجعلها منبتة الصلة بالواقع الوطني أو العالمي. والأمي كذلك عاجز عن الحصول على حقوق المواطنة والمشاركة الاجتماعية. وهناك دائما شكوك حول جدية مشاركته في الاستحقاقات الديمقراطية. فكيف يمكنه مثلا أن يدلي بصوته بالموافقة على مشروع دستور لا يستطيع أن يقرأ نصه أو يتفهمه. ولعل هذا هو السبب في حرص بعض أنظمة الحكم على الإبقاء على الأمية بنسبة عالية تضمن لها البقاء في الحكم لسنوات طويلة حيث يمكن الاستحواذ علي أصوات هؤلاء البسطاء بتكاليف زهيدة وطرق تتسم باللاإنسانية. والأمي بطبيعته عازف عن المشاركة لإحساسه بالدونية وعدم القدرة على المواجهة والمطالبة بحقوقه. إذن فهو عامل معطل لتقدم المجتمع وازدهاره فكريا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا. فلا يمكن مقارنة مساهمة الأمي بغير الأمي أو المتعلم في جودة الأداء الوظيفي أو الإنتاج أو القدرة على التطوير, فجميعها تتناسب طرديا مع معدل جودة التعليم فما بالنا إذن بالأمية. وإذا كان الأمي عاجزا عن العناية بنفسه اجتماعيا وصحيا فإن ذلك صحيح أيضا بالنسبة لأبنائه. فحيث تنتشر الأمية يزيد عدد أفراد الأسرة وتضييق مواردهم عن استكمال تعليمهم فيخرج اطفالهم للعمل ليزيدوا عن أعداد الأمين. وبهذا تستكمل الحلقة الجهنمية للفقر والأمية دورتها بحيث يصعب الخروج منها لأجيال عديدة. وينطبق نفس الأمر على صحة الفرد والاسرة، حيث لا يستطيع الأمي لجهله أو فقره أو كلاهما العناية لنفسه وأسرته صحيا في وقت تعجز فيه الدولة عن تقديم هذا النوع من الرعاية بصورة كافية، ليتحول الأمر إلى تعاسة كاملة للفرد والأسرة في حالة المرضى وتصبح هما يثقل ضمير المجتمع إذن فخطورة الأمية لا تتمركز في ذاتها فحسب وإنما في توابعها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية بل والسياسية، والمؤثرة ليس فقط على الفرد وأسرته وانما على المجتمع كله، بل وفي نهاية الأمر على الدولة وقدراتها ومكانتها حيث نجده منعكساً في التقارير العالمية التي تبين العلاقة الوثيقة بين نسب الأمية وجودة التعليم من ناحية، ومكانة للدولة وترتيبها بين الدول الأخرى في مجلات التنمية البشرية والتنافسية والتنمية المتواصلة من ناحية أخرى.

عناصر مشابهة