المصدر: | المؤتمر العلمي الدولي الأول - معالم التجديد في علوم اللغة العربية وآدابها |
---|---|
الناشر: | جامعة الأزهر - كلية اللغة العربية بالزقازيق |
المؤلف الرئيسي: | منصور، مغاوري عبيد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج 1 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2009
|
مكان انعقاد المؤتمر: | الزقازيق |
رقم المؤتمر: | 1 |
الهيئة المسؤولة: | كلية اللغة العربية بالزقازيق ، جامعة الأزهر |
التاريخ الهجري: | 1430 |
الشهر: | إبريل - ربيع الثاني |
الصفحات: | 837 - 882 |
رقم MD: | 479542 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | xAraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
في النهاية لا يسعنا إلا أن نقرر عدة ملحوظات أو نتائج نرى أنها مهمة في ختام هذه الدراسة، ومنها: أولاً: أن حركة الاستشراق من أولها إلى آخرها، وبكل إفرازاتها السلبية (أو الإيجابية من وجهة نظر المسلمين) لم تنشأ وتأسس قواعدها بهدف دعم المسلمين، ولا بقصد مساعدتهم في جمع شتات تراثهم، ولا محاولة صياغة هذا التراث في قالب علمي عصري يفيد منه المسلمون ولا، ولا... ثانياً: لقد كان الهدف الحقيقي يكمن في عدة مقاصد مختلفة، وإن كانت جميعها تتلاقى في نتائجها بالنسبة للغرب، من هذه المقاصد: 1. التعرف على الشرق، شعوبه وأرضه وحضارته. 2. اختراق الشرق المسلم، لنهب ثرواته وحضارته، بل وهويته. 3. الامتنان على الشرق بحضارة جديدة الأصول والثمار كلها غربية في الغالب. 4. جعل الشرق بكل شعوبه ذيولاً وتوابع لفكر وسياسة الغرب. 5. الإمساك بزمام القيادة العالمية العليا في كافة النواحي سياسية واقتصادية وفكرية وهنا لابد أن نورد تلك العبارة التي ساقها أبو الحسن الندوي في كتابه: "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" ص228، والتي قال فيها: "من الغريب الواقع أن المسلمين قد أصبحوا في الزمن الأخير في كثير من نواحي الأرض، حتى في مراكز الإسلام وعواصمه، حلفاء للجاهلية الأوربية، وجنوداً متطوعين لها، بل صار بعض الشعوب والدول الإسلامية يرى في الشعوب الأوربية التي تزعمت حركة الجاهلية منذ قرون ونفخت فيها روحاً جديدة وركزت أعلامها على الشرق والغرب، ناصراً للمسلمين وحامياً لزمار الإسلام المستضعف حاملاً لراية العدل في العالم قواماً بالقسط"! "ورضي عامة المسلمين بأن يكونوا ساقة عسكر الجاهلية، بدل أن يكونوا قادة الجيش الإسلامي، سرت فيهم الأخلاق الجاهلية، ومبادئ الفلسفة الأوربية سريان الماء في عروق الشجر والكهرباء في الأسلاك فترى المادية الغربية في البلاد الإسلامية في كثير من مظاهرها وآثارها ترى تهافتاً على الشهوات، ونهما للحياة، نهم من لا يؤمن بالآخرة، ولا يوقن بحياة بعد هذه الحياة، ولا يدخر من طيباتها شيئاً". "وترى تنافساً في أسباب الجاه والفخار، وتكالباً عليها فعل من يغلو في تقويم هذه الحياة وأسبابها، ترى إيثاراً للمصالح والمنافع الشخصية على المبادئ والأخلاق، شأن من لا يؤمن بنبي ولا بكتاب ولا يرجو معاداً، ولا يخشى حساباً، وترى حباً للحياة وكراهة للموت دأب من يعد الحياة الدنيا رأس بضاعته، ومنتهى أمله، ومبلغ علمه وترى افتتاناً بالزخارف والمظاهر الجوفاء، كالأمم المادية التي ليس عندها أخلاق ولا حقيقة حية، وترى خضوعاً للإنسان، واستكانة للملوك والأمراء ورجال الحكومة والمناصب وتقديسهم، شأن الأمم الوثنية وعبدة الأصنام". ثالثاً: وعلى هذا تأتي النتيجة الثالثة، حيث نجحت حركة الاستشراق في صناعة هذا الواقع الإسلامي الذي أسس له انبهار المسلمين بهذا الدور الاستشراقي الغربي، لأنهم فهموا أن المستشرقين حافظوا لهم على تراثهم التليد، ونقحوه واستحدثوه مطبوعاً، من دون أن يفطنوا – أي المسلمين – إلى حقيقة هذا الدور الغربي في هذا الاتجاه. وفوق هذا صار أغلب علماء المسلمين ومؤرخيهم وكتابهم يتباهون بالنقل من مؤلفات الغرب، حتى فيما يخص أدق أمور المسلمين، وأشدها خصوصية في علومهم وتاريخهم، وصار من يكتب منهم بدون الرجوع إلى هذه المؤلفات أنموذجاً بائداً متخلفاً، لم يركب قطار الحضارة الحديثة، ولم يواكب مسيرة الحياة، ولم ينفتح على فكر الغرب الاستشراقي! ألا فليحذر دعاة التمدن والتغريب، وليتقوا الله في أبناء المسلمين، وفي أمة الإسلام. |
---|