ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







معاني النحو في تراكيب الوحي : أسرار بلاغة و دلائل إعجاز

المصدر: المؤتمر العلمي الدولي الثالث - دور الأزهر في النهوض بعلوم اللغة العربية وآدابها والفكر الاسلامي
الناشر: جامعة الأزهر - كلية اللغة العربية بالزقازيق
المؤلف الرئيسي: يس، عبدالعزيز أبوسريع (مؤلف)
المجلد/العدد: مج 2
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2012
مكان انعقاد المؤتمر: الزقازيق
رقم المؤتمر: 3
الهيئة المسؤولة: كلية اللغة العربية بالزقازيق ، جامعة الأزهر
التاريخ الهجري: 1434
الشهر: نوفمبر - محرم
الصفحات: 1387 - 1429
رقم MD: 479961
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: AraBase, IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

85

حفظ في:
المستخلص: يؤدي المتكلم غرضه المؤم من خلال تركيب كلمات لغوية تحتوي على دلالات وخصائص ومزايا تشير إلى مقصوده، وهذا ما يسمى المعنى التركيبي، سواء كان هذا الأداء في جملة أو في عدة جمل تلبس ثوب الشعر أو ثوب النثر على اختلاف وتنوع أشكالهما. وبدهي أن هذا الغرض ينتهي بانتهاء كلامه وتراكيبه اللغوية، وبدهي أيضا أن هذه التراكيب لابد أن تتفق مع قواعد اللغة التي يتكلم بها؛ لأن الكلام البليغ لابد أن يتجاوز مرتبة صحة القواعد اللغوية حتى يصل إلى درجتي الإقناع والإمتاع. وفي معاني النحو التركيبية للغة العرب عامة، وللغة الوحي خاصة مزايا وخصائص جعلت القرآن الكريم ينبه عقول من يتلقى هذا الوحي المقدس من لدن نزل إلى ما شاء الله من امتداد أعمار الخلق البشري إلى يوم القيامة، إلى البحث فيهما وفق هذا التميز وتلك الخصوصية، فلا مقارنة بين لغة العرب الناضجة منذ آلاف السنين وغيرها من اللغات المستحدثة التي تسعى إلى أن يكون لها قدم في الأداء الأدبي، ولا مشابهة بين لغة الوحي ولغة أي بشر من الخلائق في الجنس العربي مهما أوتي من علو ثقافة، وإحاطة علم. وعلى البشر أن يضعوا إلى هذه المكانة من خلال قول ربنا سبحانه (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)( )، وقوله عز وجل (حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ)( ). فهذا الوحي أحسن ما يكون في أي ثوب كان من فنون القول العربي قرآنا، وحديثا قدسيا، أو حديثا نبويا، فضلا عن القول الأعجمي؛ لأنه عالي المكانة؛ إذ أصل القرآن في أم الكتاب، ومستمد من الذات المقدسة (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ)( ) وكذلك كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الله عنه (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى)( ). ولما كان هذا الوحي قديما قدم الثقافة الإسلامية حيث هو منبعها آثرنا بهذا البحث أن نواكب العصر فنكشف عن جديد مزاياه التي لا تنضب، ونفائس كنزه الذي لا يفنى حتى نرسخ هويتنا في نفوس ناشئينا فيعرفوا أنها تزدهي بجديدها في ذات الوقت الذي تعتز بقديمها.

عناصر مشابهة