المستخلص: |
القرآن يشبه بعضه بعضا ومعانيه وقصصه تثنى وتكرر، وترتيب آية وسورة توقيفي، وخلف ذلك كله أسرار بلاغية ونكت بيانية هي محل التأمل والتدبر، ومن خلال التأمل في سورة النبأ ظهر للباحث أن السورة نظمت آياتها بحيث يمكن تقسيمها من حيث المعنى إلى مجموعة دوائر يأخذ بعضها برقاب بعض فتكون ما يشبه السلسة ذات الدوائر المتداخلة المترابطة، تسلمك كل دائرة إلي أختها في نسق مؤتلف وسياق غير مختلف، وحينما تفرغ من تأمل سورة النبأ وتستفتح بقراءة سورة النازعات تلحظ من أول مطلع أن هناك تشابها وتكرارا وتثنية للمعاني، فتعلم أن السورتين خرجت من مشكاة واحدة وأن خلف هذا التشابه وتلك التثنية أسرارا ونكتا تحتاج إلي من يميط اللثام عنها ويكشف أسرارها. وقد جعلت البحث في فصلين ومقدمة وتمهيد: . الفصل الأول بعنوان: التناسب. . الفصل الثاني بعنوان: التشابه. وجاء تحت كل فصل عدد من العناوين تعبر عن مضامين ما تحتها بحسب مقاطع السورة ودوائر المعاني التي تعبر عنها، فكان تحت الفصل الأول العناوين الآتية: . براعة الاستهلال. . تقرير واستدلال. . جواب وأهوال. . العاقبة والمآل. . أسرار ونذارة وجلال. أما الفصل الثاني فكان محاولة تلمس أشباه هذه المعاني في سياقات سورة النازعات واستخراج أسرار هذا التشابه بينها وبين مضامين سورة النبأ، وقد جاءت عناوينه بحسب ما بين السورتين من تشابه.
|