المستخلص: |
لو أعطى العبد بكل حرف من القرآن ألف فهم لم يبلغ نهاية ما أودعه الله في آية من كتابه، بهذه الكلمات عبر سهل بن عبد الله فيما نقله الزركشي في البرهان عن الإعجاز القرآني الذي هو ضرب من الإعجاز لا يصل الباحث فيه إلي سر جانب منه حتى يجد وراءه جوانب أخرى يكشف عن سر إعجازها الزمن أو كما يقول الرافعي "ما أشبه القرآن الكريم في تركيب إعجازه، وإعجاز تركيبه بصورة كلامية من نظام هذا الكون الذى اكتنفه العلماء من كل جهة وتعاوروه من كل ناحية؛ وأخلقوا جوانبه بحثا وتفتيشا؛ ثم هو بعد لا يزال عندهم علي كل ذلك خلقا جديدا؛ ومراما بعيدا. ولا شك أن من يقرأ في كتاب الله، ويتدبر آياته إنما هو يقرأ في كتاب الكون كله ما كان وما سيكون "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا". ومن هنا وجب على أن أتناول درسا من ظواهر الكون (المطر والغيث في القرآن الكريم دراسة بلاغية في النظم القرآني). واقتضت طبيعة الدراسة أن تتم في محاور نرصدها فيما يلي: . مهاد حول: المطر -الغيث -النظم ثم النظم القرآني لآيات المطر والغيث ويسلك المسار الآتي: أولا: الخصائص اللفظية: 1. تآلف الألفاظ 2. التناسب الصوتي 3. مناسبة الألفاظ للسياق 4. الدقة والوضوح ٥. الرقة والجزالة ٦. التكرار 7. الإفراد الجمع ثانيا: خصائص صياغة الجمل والتراكيب: ١. تنوع الخطاب ٢. الترابط الدلالي والإحكام ثالثا: خصائص التصوير الفني: ١. الصورة الحسية ٢. المناسبة بين السياق وتنوع الصورة وبعد،،، فلقد دعانا القرآن الكريم إلي تأمل هذا الكون الواسع من خلال بيانه المعجز الذي -كما يقول د/ حسن طبل: لم يضن على مخلص بعطاء، ولن ينفد له -في الوقت ذاته -أبد الدهر عطاء، فالإعجاز مستمر، والقرآن لكل القرون (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) سورة فصلت -آية ٥٣
|