المصدر: | مؤتمر سبل النهوض باللغة العربية - الموسم الثقافي الثلاثون لمجمع اللغة العربية الأردني |
---|---|
الناشر: | مجمع اللغة العربية الأردني |
المؤلف الرئيسي: | البشتاوي، حاتم (مؤلف) |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
الأردن |
التاريخ الميلادي: |
2012
|
مكان انعقاد المؤتمر: | عمان |
الهيئة المسؤولة: | مجمع اللغة العربية الأردني |
التاريخ الهجري: | 1434 |
الشهر: | تشرين الثاني - محرم |
الصفحات: | 361 - 394 |
رقم MD: | 482726 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
اللغة العربية هي الركيزة الأساسية في وحدة الأمة العربية وتحديد أهميتها، فهي الحاضنة لفكرها، ولغة عقيدتها، ووعاء حضارتها، وعنوان شخصيتها، ووسيلة التواصل بين أبنائها، وهي أيضاً مقوم أساس من مقومات سيادتها واستقلالها الوطني. وإن حسن استخدامنا للغة الفصحى على جميع المستويات الرسمية والمهنية والشعبية يمثل أهم الدوافع لبلورة المشروع الوطني للدفاع عن العربية، فالنهوض باللغة الفصحى مسؤولية الأمة كلها، الفرد والأسرة والجامعة والدولة، كما إن انهيار اللغة سوف يؤدي إلى انهيار الكيان العربي ككل، وانقطاع التواصل مع العمق الحضاري لهذه الأمة الذي استمر ما يزيد على عشرة قرون. وإن اعتماد اللغة العربية لغة للعلوم والتقنية في جميع مراحل التعليم، بما فيها مراحل التعليم العالي والدراسات العليا متطلب أساس نسعى إليه جميعاً، فاللغة الحية صورة من حياة أصحابها، ترقى برقيهم وتتخلف بتخلفهم. وإن المؤسسات الرسمية والثقافية والتربوية والجامعات والمجامع اللغوية ومؤسسات المجتمع المدني والمثقفين وأصحاب المنابر الإعلامية والخطباء هم الذين يرفعون مكانة العربية بين أمتهم وفي العالم، وهم الذين يتحملون الجزء الأكبر من ترديها إن تردت ثقافيا وحضاريا ولم ترق إلى آفاق العلى وتساير تطور الحضارة المدنية، وهم أيضا الذين يدافعون عن هوية الأمة من حملات التشكيك ومن حملات اللغة العامية التي ينادي بها أعداء العربية وأعداء الأمة. ولا ننسى في هذا المقام أن نذكر بأن الإسلام هو الذي دفع بالعربية إلى ارتياد آفاق العلوم الكونية حتى صارت هذه اللغة لغة العلوم والتقنية وامتد نفوذها من المحيط إلى الخليج ومن ثم أصبحت لغة دولية للحضارة الإنسانية والعلمية. ولنقابة المهندسين الأردنيين دور لا يجارى في هذا المجال بما تملكه من إمكانيات ومن ثروات بشرية وعلمية واقتصادية، وهي من أهم مؤسسات المجتمع المدني، ومن أوائل النقابات المهنية في الأردن، وأكثرها نموا ونشاطا، بل هي أم النقابات، وأكثرها عدداً وانتشاراً ودفاعا عن منتسبيها وعن قضاياهم وحقوقهم، وهي الأكثر تميزا في قوانينها وأنظمتها والتعليمات التي تصدرها. ويتميز قطاع الخدمات الهندسية بارتباطه بمعظم القطاعات الصناعية والاقتصادية والعلمية وغيرها، حيث يتوزع المهندسون في مواقع مختلفة في الوزارات والجامعات والمصانع والشركات ومراكز البحث العلمي. وللنقابة أحد عشر فرعاً في كل المحافظات الأردنية، ولها مركز في القدس وفروع عشرة في سائر مدن الضفة الغربية المحتلة، ولها لجان ارتباط في جدة والرياض والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وكندا. وقد بلغ عدد الذين انتسبوا للنقابة منذ تأسيسها عام 1958 حتى الآن أكثر من 100.000 عضو، ويزداد عدد أعضائها حالياً بمعدل يزيد علي 7.000 عضو جديد سنوياً، كما يوجد الآن حوالي 45.000 طالب وطالبة على مقاعد الدراسات الهندسية. والنقابة مؤسسة اقتصادية كبرى، وتدير صندوق التقاعد الذي تبلغ موجوداته ما يقرب من 180 مليون دينار من خلال تقديم الخدمات للمهندسين وعائلاتهم أثناء اشتراكهم في الخدمة وما بعد تقاعدهم، وفي تمويل شراء الأراضي والشقق والسيارات والأجهزة الكهربائية والأثاث بمرابحات بسيطة، كما تقوم سنوياً بتقديم القروض الحسنة لمئات المهندسين والمهندسات المقبلين على الزواج، والقروض لأبنائهم الذين يدرسون في الجامعات، وتوفير خدمات التأمين الصحي لهم بأسعار تنافسية. ولهذا الصندوق دور بارز في السوق المالي وفي دعم المؤسسات الاقتصادية والتجارية والصناعية حيث يساهم في تمويل أكثر من 40 شركة صناعية واقتصادية. وللنقابة دور في رسم سياسة التعليم الجامعي في الأردن وفي مراكز البحث العلمي، ولها دور في دعم العمل الهندسي والاستشاري، وفي رسم سياسة وتدريب حوالي 5.000 مهندس سنويا من داخل الأردن ومن الدول الشقيقة، وفي إقامة مئات المؤتمرات والندوات وورش العمل واللجان الثقافية في كل عام. وللنقابة دور مميز في تفعيل استخدام اللغة العربية وفي دعم الثقافة والعمل الاجتماعي، فجميع مراسلاتها باللغة العربية، وجميع الكتب الرسمية باللغة العربية، وجميع إصداراتها ومجلتها "المهندسون" الذي صدر منها ما يزيد على 80 عددا باللغة العربية، كما قدمت النقابة عام 2007 دعما لمشروع (مكتبة الأسرة) الذي قامت على انجازه وزارة الثقافة، وقامت بإنشاء 60 حديقة ومكتبة ثقافية تنطق باسمها في مدن الأردن وبواديه. وتحتل نقابة المهندسين المرتبة الأولى كنقابة هندسية على مستوى العالم العربي، كما تتمتع بحضور مميز على المستوى العالمي، ولها دور فاعل في اتحاد المهندسين العرب الذي يضم جميع النقابات الهندسية في العالم العربي كافة، وقد كان لهذا الاتحاد دور كبير وفاعل في دعم اللغة العربية كتابة وترجمة ودراسة وتعريبا وتطويرا خلال نصف القرن الماضي، حيث قام بإخراج "المعجم المفهرس للمصطلحات الهندسية" الذي يتكون من 24 مجلداً باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية بعد عمل دؤوب استمر على ما يزيد على عشرين عاما. وكان لنقابة المهندسين الأردنيين دور مهم في دعم هذه النشاطات جميعها، وهو دور لا يمكن تناسيه، ويعتبر نقلة نوعية في أداء هذا الجسم الهندسي النقابي الكبير. كما شاركت النقابة في عشرات المؤتمرات وورش العمل والندوات التي أقامها الاتحاد في عمليات التعريب ووضع المناهج الجامعية للمهندسين باللغة العربية. كما كان لنقابة المهندسين دور في الاتحاد الدولي للمهندسين الاستشاريين العالمي International Federation of Consulting Engineers FIDIC ويضم في عضويته جميع المؤسسات الاستشارية الهندسية وشركات المقاولات في 90 دولة، وكانت نقابة المهندسين الأردنيين هي النقابة 73 في هذا الاتحاد الذي تبني استخدام النسخة العربية من العقود الدولية في مجال المقاولات وعقود التحكيم Tendering and Contracts & claims Managements في كل بلاد العالم الأعضاء في هذا الاتحاد. ونتيجة لأهمية دور نقابة المهندسين في هذا الاتحاد – وهي أهم نقابة هندسية عربية فاعلة على الساحة الدولية – فقد وافق الاتحاد الذي تأسس عام 1913 على عقد مؤتمره الدولي الثلاثين في الأردن في العام 2015، وهي المرة الأولى التي يعقد فيها الاتحاد اجتماعاً له في الشرق الأوسط. ولنقابة المهندسين دور مميز آخر في الاتحاد العالمي للهيئات الهندسية في الدول الإسلامية الذي يضم المؤسسات الهندسية في هذه الدول، حيث قامت النقابة بالتعريف لهذه المؤسسات للمحافظة على الثقافة الحضارية العربية والإسلامية في فلسطين المحتلة وعلى الدور الحضاري للأمة والدفاع عن القضية الفلسطينية ودعم صمود أهلنا في الأرض المحتلة. وتعاونت نقابة المهندسين مع الوكالة السويسرية للإنماء والتعاون الدولي Swiss Agency for Development & cooperation SDC وقامت بترجمة عدد من الكتب المتعلقة بالتصميم المفهومي للمباني لمقاومة الزلازل وتوزيعها في الأردن وفي العالم العربي، وتعتبر هذه الكتب مرجعاً للمهندسين والمقاولين وأساتذة الجامعات وطلاب الهندسة، كما قامت أيضاً بإعداد كتاب دليل التسلح بدعم من هذه الوكالة. ولأهمية دور النقابة في احتضان اللغة والاعتزاز بها، وإتقان مهاراتها وإحلالها مكانها اللائق بها في جميع مجالات أمتنا العربية العلمية والعملية ولأن دعم اللغة العربية واجب شرعي ووطني فقد احتضنت النقابة الأدباء والشعراء المهندسين وقامت بطباعة كتبهم وتوزيعها، وأقامت الندوات الثقافية بالتنسيق مع مجمع النقابات المهنية الذي يضم جميع النقابات المهنية العاملة في الأردن، وهي تتبنى في الوقت الحاضر مشروع تعليم اللغة العربية للأطفال باستخدام التقنيات الحديثة مع إحدى المؤسسات العاملة في مجال الطفولة المبكرة. إن المطلوب في زمن الربيع العربي أن نستفيد جميعا – في القطاعات التعليمية والجامعية والإعلامية – من خبرات وإنجازات المشروع الحضاري الهام الذي قامت به المؤسسات الهندسية العربية – ذلك المشروع الهام الذي بدأ العمل به منذ بداية استقلال هذه الدول قبل أكثر من خمسين عاماً – في دعم اللغة الفصحي استخداماً وكتابة وترجمة ودراسة وتعريبا وتطويرا، وذلك في ما تضعه هذه القطاعات من تشريعات ومن خطط وبرامج ومناهج، وأن تقوم هذه القطاعات بتوزيع إصدارات الاتحاد الفنية على الجامعات والمؤسسات البحثية. ومن هذا المنطلق، ولأهمية التعريف بالدور المهم الذي تقوم به نقابة المهندسين الأردنيين في تعزيز استخدام اللغة العربية الفصيحة فإنه ليسر هذه النقابة أن تشارك في فعاليات هذا المؤتمر الثلاثين الذي يقيمه مجمع اللغة العربية الأردني خلال الفترة 20 – 22/11/2012م بعنوان "سبل النهوض باللغة العربية"، وأن تمد يدها لكل الغيورين على اللغة العربية وعلى عمليات التعريب والتطوير للعمل على دعم استخدام اللغة العربية في جميع مجالات العمل وفي المؤسسات التعليمية والبحثية، وفي تبني المشاريع الرائدة في نشر هوية الأمة العربية في الداخل والخارج، وهي على استعداد للتعاون والتنسيق المشترك وأن تضع كل خبراتها الفنية والبشرية والتقنية لهذه الغاية. |
---|