ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







وعد بلفورد وإقامة الكيان الصهيوني من النكبة إلى النكسة ثم السلام

المصدر: التقرير الاستراتيجي الحادي عشر الصادر عن مجلة البيان: التحولات الكبرى - مستقبل العالم الإسلامي بعد مائة عام من الحرب العالمية الأولى
الناشر: مجلة البيان بالسعودية - المركز العربي للدراسات الانسانية
المؤلف الرئيسي: أبو عامر، عدنان عبدالرحمن إبراهيم (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Abu Amer, Adnan
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2014
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
رقم المؤتمر: 11
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان والمركز العربي للدراسات الإنسانية بالقاهرة
التاريخ الهجري: 1435
الصفحات: 179 - 200
رقم MD: 482771
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

146

حفظ في:
المستخلص: التقت المصالح الاستعمارية الأوروبية على انتزاع فلسطين من الوطن العربي مع المصالح الصهيونية بإقامة وطن قومي لليهود، بل إن قادة أوروبا عرضوا إقامة وطن لهم في فلسطين، وعلى الأخص من جانب فرنسا وبريطانيا، للتخلص من المشكلة اليهودية في أوروبا، وتحقيق مكاسب استعمارية من الدولة (الدخيلة) التي ستقام في المنطقة العربية. وقد أدت الاتصالات السياسية إلى إصدار اللورد (جيمس بلفور) 1848-1930م في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني 1917م، رسالة، عرفت لاحقا باسم "وعد بلفور"، وجهها لـ (ليونيل روتشيلد) 1868-1937م أحد زعماء الحركة الصهيونية، جاء فيه: "تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف لتأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية. وقد شكل وعد بلفور ذروة الصراع العربي الصهيوني في فلسطين، بعد إنجاز هدفه بإقامة الوطن العربي اليهودي، ومهد الوعد لتنامي قوة الصهاينة، وضعف العرب، نتيجة لواقع التجزئة وتركة الاستعمار، وأدى إلى تثبيت الكيان الصهيوني كثكنة عسكرية متقدمة للغرب، وقاعدة استراتيجية في المنطقة، وساهم في السيطرة على معظم مساحة فلسطين، بزيادة كبيرة عما حدده قرار التقسيم، وأدى إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين العرب من ديارهم. وتحويلهم إلى لاجئين ونازحين، وكان من نتائجه وقوع ملايين الفلسطينيين العرب تحت حكم الصهاينة، والتحكم بأملاكهم ومصادرتها، وشارك في سقوط الأقنعة عن الأنظمة العربية التابعة للغرب المسيحي والمشروع الصهيوني. ومن الأسباب التي دفعت بريطانيا لإصدار وعد بلفور هو أن تكون الدولة اليهودية خط الدفاع الأول عن قناة السويس، والعمل على استمرار تجزئة الوطن العربي، وتحقيق رغبتها في كسب الرأي العام اليهودي في الولايات المتحدة، لما لليهود من تأثير سياسي واقتصادي، وخوفا من أن يسبقها الألمان والحلفاء بوعد مماثل، مما قد يغير مسيرة الحرب لصالحها، والخوف من النهوض المتوقع لحركة التحرر في فلسطين. إلا أن أهم أسباب صدور الوعد يكمن في الجانب الاستعماري، كما جاء في صحيفة (صاندي كرونيكل) البريطانية التي كتبت تحت عنوان: "سياسة بريطانيا في فلسطين.. ضرورة عبرية بريطانية": لا يوجد جنس آخر في العالم كله يستطيع أن يقوم بالخدمات التي نريدها غير اليهود أنفسهم، ولدينا في الحركة الصهيونية القوة المحركة التي ستجعل امتداد الإمبراطورية البريطانية مصدر كبرياء وركن قوة، وفي 11 كانون أول 1917م دخلت الجيوش البريطانية بقيادة الجنرال (اللنبي) 1861-1936م مدينة القدس، مما أدى لحدوث صدامات بين العرب واليهود، وتشكيل جمعيات عربية ضد المشروع الصهيوني. جاءت بعض التفسيرات التاريخية للوعد بأن الوقت قد حان لأن تقوم الحضارة المسيحية بعمل شيء لليهود، ما يعني إن إنشاء دولة صهيونية أحد أعمال التعويض التاريخية، ولذلك دون الزعيم الصهيوني "حاييم وايزمان" العبارة التالية بعد صدور الوعد: "لو كنت يهوديا متدينا لظننت أن عودة المسيح قد دنت"!!.