ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







تصاعد و تراجع العداء بين الغرب و الإسلام منذ ما قبل الحرب العالمية الأولى و حتى الآن

المصدر: التقرير الاستراتيجي الحادي عشر الصادر عن مجلة البيان: التحولات الكبرى - مستقبل العالم الإسلامي بعد مائة عام من الحرب العالمية الأولى
الناشر: مجلة البيان بالسعودية - المركز العربي للدراسات الانسانية
المؤلف الرئيسي: مبروك، محمد إبراهيم (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2014
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
رقم المؤتمر: 11
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان والمركز العربي للدراسات الإنسانية بالقاهرة
التاريخ الهجري: 1435
الصفحات: 201 - 217
رقم MD: 482775
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

36

حفظ في:
المستخلص: إن الصراع بين الإسلام والغرب صراع قديم وعميق بدأ كصراع نفوذ بين الإسلام والإمبراطورية الرومانية، وترك ثأرا عميقا لدى الغرب، لسيطرة الإسلام على الجانب الأكبر من تلك الإمبراطورية. لكن هناك سببا آخر قد كون أشد الأسباب جميعا لعداء الغرب للإسلام في المرحلة الاستعمارية ما قبل الحرب العالمية وبعدها، وهو ما وجدوه من أن الدافع الرئيس لما يواجهونه من مقاومة شعوب تلك الدول الإسلامية هو الذود عن الإسلام، ورفع شعار الجهاد. إن مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية والتي امتدت حتى سقوط الاتحاد السوفييتي في أوائل التسعينيات شهدت تراجعا نسبيا في العداء بين الغرب والإسلام، ما دام أن تطبيق الإسلام الشمولي لم يتمثل في الواقع الفعلي، وأن عددا مقدرا من الدول الإسلامي يمكن توظيفها في تحقيق المصالح الغربية الأمريكية يوجه خاص، ولكن ما إن تصاعدت المطالبة بالتطبيق الفعلي للإسلام في العقد الأخير من هذه المرحلة حتى تصاعد العداء مرة أخرى بينه وبين الغرب. إن القوتين اللتين تتقاسمان النفوذ على العالم هما نتاج ثقافة غربية تتفق أيديولوجيتهما في العلمانية والمادية، وإقصاء الدين عن الحياة، وتختلفان ولو شكلا في الديمقراطية والاستبداد، فبينما يسيطر على الاتحاد السوفييتي نخبة من السياسيين الدكتاتوريين: يسيطر على الولايات المتحدة نخبة أكثر اتساعا من رجال الأعمال والسياسيين والإعلاميين تتحالف فيما بينها على أن لا يخرج القرار الأمريكي في النهاية عن دائرة نفوذهم. وما نراه أنه من بعد انتقال الثقل الحضاري الغربي إلى أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية فإن الصراع بين الغرب والإسلام في هذه المرحلة يتوج في مضمونه العميق مسيرة طويلة من الصراع الفلسفي بين التوجه البرجماتي للحضارة الغربية ومختلف الفلسفات والأيديولوجيات والمذاهب الأخرى. وبعد سقوط الأيديولوجية الماركسية بعد انهيار الاتحاد السوفييت كان استقطاب الصراع بين الليبرالية البرجماتية والإسلام أمرا حتميا: لأنه يحمل الأيديولوجية الوحيدة المؤهلة للصمود والتحدي بحسب رؤية المفكرين الغربيين أنفسهم بعد أن استطاعت الليبرالية البرجماتية تفكيك الأيديولوجيات العالمية الأخرى. الحلول التي يجدها الغرب للتوافق مع الإسلام أو توافق الإسلام معه بقول أدق يمكن تخليصها هنا بثلاثة مصطلحات: (الشرق الأوسط الجديد – الإسلام الليبرالي – الإسلام المعتدل)، وتشترك الحلول الثلاثة في هدف واحد هو توظيف الإسلام ودوله في خدمة المصالح الغربية، ويكاد يكون هذا الهدف هو المحور الأساس للمفاهيم الثلاثة، ثم يكون الخلاف بعد ذلك في التفاصيل.