المصدر: | مجلة عُمران للعلوم الاجتماعية |
---|---|
الناشر: | المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات |
المؤلف الرئيسي: | فياض، هاشم نعمة (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Fayad, Hashim Nimah |
المجلد/العدد: | مج 1, ع 3 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
قطر |
التاريخ الميلادي: |
2013
|
الشهر: | شتاء |
الصفحات: | 23 - 52 |
DOI: |
10.12816/0000277 |
ISSN: |
2305-2473 |
رقم MD: | 484616 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EduSearch, HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إن تطوّر خصوبة المرأة العراقية يشير إلى انخفاضها في العقود الأخيرة، رغم بقاء معدلها مرتفعًا. وقد بدأ هذا الانخفاض في سبعينيات القرن الماضي رغم اختلاف التقديرات التي تخصه. وهذا الاتجاه يتماثل مع ما يحدث في الدول النامية، رغم الاختلاف النسبي زمنيًا بين تلك البلدان في دخول مراحل انخفاض الخصوبة. وقد ساهمت عوامل عدة في هذا التجاه: اجتماعية -اقتصادية وسياسية، واندرجت تحتها المؤثرات الفرعية التالية: حجم الأسرة؛ وضعية المرأة؛ التعليم؛ المهنة؛ الدِّين؛ الحروب؛ السياسة السكانية. كما أن مؤثر الحروب أضاف تعقيدًا آخر لدراسة تطور الخصوبة، بسبب التباين الكبير في تقديرات عدد الذين قُتلوا بصورة مباشرة أو غير مباشرة جراء الحروب الداخلية والخارجية، وما أعقبها من حصار اقتصادي على العراق، ومن ثم أثر هذا المتغير في الخصوبة. ولولا الحروب الداخلية والخارجية التي شهدها العراق في العقود الماضية، لاقتربت اتجاهات الخصوبة ومؤثراتها من تلك العائدة إلى دول الشرق الأوسط، وبالأخص العربية منها، مع بعض التباينات في أثر هذا أو ذاك من المتغيّرات في الخصوبة. وتشير توقّعات الخصوبة الكلية إلى استمرار انخفاضها في العقود المقبلة، ليصل معدلها إلى 19.2 طفل لكل امرأة، بحسب فرضية المعدل الوسطي في الفترة 2045-2050 واستنادًا إلى الأمم المتحدة، علما بأنه لو تبنّت الحكومات العراقية سياسة التخطيط العائلي لوصل العراق إلى هذا المعدل قبل هذا التاريخ بفترة. لذلك، بات ضروريًا تبنّي سياسات سكانية واضحة لخفض الخصوبة إلى حد أدنى، بغية التخفيف من المشكلة السكانية، ومن ثم دعم عملية التنمية الاجتماعية – الاقتصادية. \\ ينتج من انخفاض معدل الخصوبة انخفاض في معدل النمو السكاني ونسبة صغار السن. وترتفع نسبة السكان في سن العمل "15-64"، وينخفض معدل الإعالة العمري، لكن المهم انخفاض معدل الإعالة الحقيقي أو الاقتصادي، الذي مازال مرتفعًا في العراق، وفي حالة انخفاضه يرتفع معدل الادخار، الذي يوفر بدوره فرصة لدعم الاستثمار المحلي. \\ ويشير التوزيع الجغرافي لمعدل الخصوبة الكلي بحسب المحافظات للفترة 1999-2003 إلى عدم وجود درجات حادة من التفاوت بينها، إذ إن أقل معدل للخصوبة الكلية وجِد في بغداد، أما المحافظات الأخرى فتنقسم إلى قسمين، شرقي وغربي، يتميز آخرهما بأعلى المعدلات. وبالنسبة إلى توزيع نسب الأطفال الذين تقل سنهم عن 15 عامًا، بحسب مسح عام 2007، يلاحَظ انخفاضها في ريف المحافظات مقارنة بحضرها، باستثناء نينوى وذي قار، مع وجود تفاوت على مستوى الحضر والريف بين المحافظات. \\ ورغم الانتقادات الموجهة إلى نظرية التحوّل الديموغرافي، فإن في الإمكان الاستفادة منها ولو جزئيًا لتفسير اتجاه انخفاض خصوبة المرأة العراقية والخصوبة في الدول النامية؛ فطبقًا لهذه النظرية، اعتبرنا أن العراق يمر بالمرحلة الثانية من التحوّل الديموغرافي، حيث إن عناصر التحديث التي افترضتها هذه النظرية لانخفاض الخصوبة أخذت طريقًا في هذه الدول، مستفيدة ممّا أُنجز في الدول المتقدمة، وخصوصًا في مجال الطب الوقائي والعلاجي، إضافة إلى التحوّلات التي حدثت في البنية الاجتماعية والاقتصادية مقارنة بعقود مضت، والتي لولاها لما انخفضت الخصوبة إلى هذا المستوى. ومع هذا، تحتاج النظرية إلى تطوير كي تدخل في بنائها خصوصية التطور الاجتماعي والاقتصادي لهذه الدول. \\ إننا نجد أن فرضيات البحث الأساسية، المتعلقة بانخفاض خصوبة المرأة العراقية في العقود الأخيرة، وتباين مستوياتها زمانيًا ومكانيًا، ووجود مجموعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتبادلة التأثير قد ساهم بعضها في انخفاض الخصوبة، وساهم بعضها الآخر في تأخير هذا الانخفاض. \\ ونرى أن متغيّر الخصوبة بحاجة إلى مزيد من البحث على المستوى الوطني والمناطقي وعلى مستوى المحافظات، نظرًا إلى شح الأبحاث والدراسات المعمقة التي تناولته. ويُفترض بالجغرافيين السكانيين أن تكون لهم مساهمة متميزة في هذا الجهد البحثي، ويفضّل أن تكون لهم أبحاث مشتركة في عدد من المجالات مع الباحثين الديموغرافيين، نظرًا إلى تقارب دائرة اهتمام الجانبين، وأن تكون هذه الأبحاث على مستوى الجامعات ومراكز البحث العلمي والوزارات، وبالأخص وزارة التخطيط. \\ |
---|---|
ISSN: |
2305-2473 |