المستخلص: |
تميز هذه الدراسة القمع السياسي من بقية أشكال القمع الاجتماعي والديني والجنسي وإن كانت لا تفصله عنها. وهي تركز، في رصدها التعبير القصصي والروائي عن القمع السياسي في سورية، على كل من السجن السياسي والدكتاتورية وما يرتبط بهما من عسف وانتهاك لحقوق الإنسان. وبذلك نكون أمام عالم كامل من مفردات القمع السياسي: من التحقيق والتعذيب والعيش في السجن، إلى التخفي والتنكر والملاحقة، إلى الفضاء الأكبر الذي يفرخ ذلك كله، فضاء الدكتاتورية التي ليست الدكتاتور فحسب، ولا هي حاشيته أو أسرته أو حزبه أو أجهزته القمعية فقط، بل هي، إلى ذلك كله، نمط عيش وعلاقات ومصالح وتفاصيل وهواء يتنفسه الفرد والمجتمع. وهذا ما لم يفوت التعبير الروائي عن القمع السياسي في سورية أي تفصيل من تفصيلاته، على الرغم من أن الواقع على هذا الصعيد يكاد يكون أثرى من الخيال، كما ترصد الدراسة، في هذا السياق، ضربا من التساوق بين تصدر الرواية الأشكال الأدبية - على حساب الشعر والمسرح والقصة – وتفاقم القمع السياسي منذ صعود حزب البعث سدة السلطة في سنة 1963.
|