ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







المعلوماتية وتشكيل الثقافة : مسألة مجاز

المصدر: المعرفة
الناشر: وزارة الثقافة
المؤلف الرئيسي: سليد، جوزيف (مؤلف)
مؤلفين آخرين: الخطيب، حسام، ت. 2022 م. (مترجم)
المجلد/العدد: س 48, ع 548
محكمة: لا
الدولة: سوريا
التاريخ الميلادي: 2009
التاريخ الهجري: 1430
الشهر: أيار - جمادى الأولى
الصفحات: 75 - 90
رقم MD: 485819
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase, HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

2

حفظ في:
المستخلص: عندما نتحدث عن التقانات المعلوماتية التي تشكل الثقافة، علينا أيضا أن نتحدث عن نظائرها: أي الطرق التي تتشكل بها هذه التقانات بوساطة الثقافة. فالتقانة والثقافة مفهومان في تقلب سريع وتغير دائم؛ وفي كلتا الحالتين، نجد أنفسنا غارقين في الصور المجازية. وإذ نحن منبهرون اليوم بقدراتنا على معالجة المعلومة، كما هو الحال عندما نتحدث عن ((ثقافتنا المعلوماتية))، فإننا نعطي الأولوية للتقانة؛ ويظهر هذا التحيز في الربط العشوائي بين مفردتي «المعلومة» و«الثقافة»، حيث تكون الأهمية الكبرى للناعت على حساب المنعوت (المعلوماتية على حساب الثقافة). ومع أن الجمهور العريض يعتبر الثقافة مجموعة من العادات، والإضافات، والتقاليد، إلا أن الدارسين لعدد من المجالات -المعرفة البشرية، علم الأحياء التطوري وعلم الأحياء الجزيئي، وأنظمة التواصل الاجتماعية- يرون اليوم أن الثقافة نفسها تعمل مثل معالج عملاق للمعلومة. لكن، رغم حضور هذه المقارنات المعلوماتية في أذهاننا، يجب أن نعترف أن الصورة المجازية الترمودينامية الكبيرة تقود نحو صورة مجازية أكثر عضوية. والمقصود أنه عوضاً عن إبراز فرض التنظيم، وهدم المعلومة عبر المعالجة، وأسبقية الرموز على الصوت، مثلما هو الحال في الترمودينامية التقليدية، فإن الصورة المجازية العضوية تعطي اليوم وزناً أكبر للنظام الداخلي، وخلق المعلومة من الصوت، وظهور المعاني من الشفرات القديمة والجديدة. أن الاعتراف بهذا التحول في المجاز سوف يسمح للمعلوماتية (علم المعلومة، معالجة المعلومة، والأنظمة المعلوماتية) أن تفهم بصورة أفضل كيف أن ثقافة معينة تعرف في الغالب بأنها متصلبة بسبب المادية المفرطة يمكن أن تحافظ على مرونتها، وكيف أن الثقافة لا تكتفي بأن تكون متشكلة عبر معاجلة المعلومة، بل تشكلها هي أيضاً. ومن منظور أصحاب النزعة الإنسانوية، تبدو إمكانية وجود ثقافة شبه عضوية يتم تحريكها واستغلالها عبر المعالجة المعلوماتية، سيناريو مخيفاً بنفس الدرجة كسيناريو الثقافة المادية التي تصبح سلعة. ويطرح هذا القلق بلا شك، تساؤلات اجتماعية، وأخلاقية، وسياسية ذات أهمية. لكن من الجائز كذلك أن دراسة الأنظمة الثقافية من طرف الباحثين في مجال المعلوماتية سوف تنتج مزيدا من الاحترام والالتزام بحدود الهندسة.