المستخلص: |
يدرس البحث من خلال منهج وصفي تحليلي الوعي اللازم لتحصين الأمن الفكري في المجتمع, دراسة قرآنية. وبعد جمع العديد من النصوص القرآنية ذات الصلة, ثبت أنه سبحانه أودع في كتابه من عواصم الأمن الفكري ما يحفظ به دينه وأمته إلى قيام الساعة, وكان من بينها التركيز على مكانة العقل والتفكر, وفضح الغزو الفكري القادم من أهل الديانات الأخرى الحانقين على المسلمين. كما درس البحث تنوع التوعية بتنوع بيئة المسلمين على اعتبار تغير الأخطار بتغير المكان, فكشف مكائد المشركين, في مكة, وغزو اليهود الفكري في المدينة ثم فضح أهداف وأساليب المنافقين, وزيغ النصارى, ونواياهم. مما نشر توعية شكلت الحصن المنيع للأمن الفكري الذي تميزت به الأمة الإسلامية, وثبت من خلال البحث أن هذه التوعية وتلك العواصم لا تزال, وستبقى الدواء الشافي لكل داء يهدد أم هذه الأمة الفكري. كما ظهر من خلال البحث أن القرآن لم يكتف بالتوعية الخاصة السابقة, وإنما انتقل إلى التوعية العامة, وكان على رأس ذلك: التمسك بالكتاب والسنة, وطاعة أولي الأمر, والحذر من الخوض في دماء المسلمين. وضرورة أخذ الناس على ظواهرهم, وإيكال سرائرهم إلى ربهم. وهذا أقر عين الرسول صلى الله عليه وسلم وأطمأن بعد هذه التوعية إلى سلامة الأمن الفكري لأمته من بعده فقال: "تركتكم على المحجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك"( ). ولم يغفل البحث عن ربط الماضي بالحاضر ربطا يليق بالمقام, لتأسيس توعية ومنهاج في حماية أمننا الفكري.
|