ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







دراسات مناهج وطرق تدريس اللغة بمصر ما بين التجريب وتحليل محتوى المقررات الدراسية - دراسة وصفية مقارنة

المصدر: المؤتمر الدولي السابع - التعليم في مطلع الألفية الثالثة . الجودة - الإتاحة - التعلم مدى الحياة
الناشر: جامعة القاهرة - معهد الدراسات التربوية
المؤلف الرئيسي: عبداللطيف، محمد محمد محمود (مؤلف)
المجلد/العدد: مج 1
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2009
مكان انعقاد المؤتمر: القاهرة
رقم المؤتمر: 7
الهيئة المسؤولة: جامعة القاهرة . معهد الدراسات التربوية
الشهر: يوليو
الصفحات: 168 - 188
رقم MD: 48598
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

489

حفظ في:
المستخلص: يتبين من خلال العرض السابق أن التوجهات البحثية السائدة في دراسات الماجستير ودكتور الفلسفة في مناهج وطرق تدريس اللغة بمصر لا تلائم التوجهات العالمية في المجال لا من ناحية الموضوعات والأفكار البحثية التي تتناولها تلك الدراسات ولا من ناحية مناهج البحث والأدوات المستخدمة فيها. يتضح أيضا من خلال العرض السابق وجود نمطية وتقليدية في الدراسات المصرية من خلال اعتمادها المتزايد على المنهج التجريبي أو تحليل محتوى المقررات الدراسية . ورغم ما تقدمه هذه النوعية من الدراسات من نتائج مفيدة إلا أن الباحث يرى ضرورة إعادة النظر في طريقة إجراء هذه الدراسات بمصر أو التقليل منها واستبدالها بدراسات تستخدم مناهج بحث أخرى وأدوات لجمع البيانات الكيفية والكمية في آن واحد. وتستند هذه الرؤية إلى مبررات هي : أ‌- أن استخدام المنهج التجريبي وتحليل محتوى المقررات ينطلق من رؤية متمركزة حول المعلم ويهمل احتياجات المتعلم. ب‌- حاجتنا إلى الدراسة المتعمقة لاحتياجات متعلمينا. ج- الحاجة إلى تدعيم منطقية الباحث. أ- التمركز حول المعلم/الباحث وإهمال احتياجات المتعلم/المتدرب: إن الطريقة التي يتم بها توظيف المنهج التجريبي وتحليل محتوى المقررات الدراسية في دراسات مناهج وطرق تدريس اللغة بمصر قد تعد بمثابة تمركز حول المعلم /الباحث، وإهمال احتياجات المتعلم . ففي غالبية الدراسات المشار إليها سلفا قام الباحثون بتصميم وبناء معالجات تجريبية أو تحليل محتوى مقررات دراسية بعد إحساسهم بالمشكلة بناء على خبراتهم الشخصية، أو بناء على ملاحظاتهم، أو بعد القيام بدراسة استطلاعية استخدموا فيها استبانة أو بطاقة ملاحظة مكونة من مفردات قليلة على الأرجح . ويمكن أن يوصف هذا بأنه مدخلا بحثيا متمركزا حول المعلم /الباحث حيث يقوم الباحث بتصميم المعالجة التجريبية وتنفيذها أو تدريسها، أو يقوم باقتراح تطوير لمقرر دراسي ما- كل ذلك دون الرجوع إلى المتعلم أو دراسة احتياجاته على نحو متعمق. وكأن الباحث يقوم للمتعلم من خلال هذا المدخل (لا أريد أن أسمعك أو اعرف ما تريد فأنا اعرف احتياجاتك جيداً وأنا أدرى منك بها ولذا فقد صممت لك طريقه التدريس ومادة التعلم الملائمة لك، والآن قم معي كي أعلمك ما أعددته لك !). الملاحظ أيضاً أن كثيرا من الدراسات المحلية (انظر جدول 1 وجدول 3) حاولت استخدام المعالجات التجريبية لتنميه إبداعيات مهارات اللغة لدى الطلاب (مثل الكتابة الإبداعية والقراءة الابتكارية و الفكر الابتكاري) دون أن تهتم أولا بتنمية أساسيات مهارات اللغة لديهم. ب- الحاجة إلى الدراسة المتعمقة لاحتياجات المتعلمين والمتدربين: بدلا من تبني المداخل البحثية المتمركزة حول المعلم كان من الأولى أن يهتم باحثينا بالدراسة المتعمقة لاحتياجات متعلمينا، وذلك من خلال جمع البيانات الكيفية والكمية باستخدام أدوات كالملاحظة والمقابلات والاختبارات المقننة وأساليب التفكير الجهري. ويمكن أن يؤدى بنا توجيه الباحثين إلى الدراسة المتعمقة لاحتياجات متعلمينا - ومعلمينا أيضاً- تساعدنا على الوصول إلى صورة كاملة وقواعد بيانات شاملة عن احتياجاتهم والتوقيت المناسب لتلبية هذه الاحتياجات . وعندما يتحقق ذلك يمكن أن يستعين صانعوا القرار بقاعدة بقواعد البيانات هذه عند وضعهم لسياسات تعليم اللغة بمصر . وإذا كان دراسات مناهج وطرق تدريس اللغة في بعض دول العالم - كدول أوربا الغربية وأمريكا الشمالية وجنوب شرق أسيا - قد وفرت لها قواعد بيانات عن احتياجات متعلميها ومتدربيها فإنه ينبغي علينا كباحثين أن نحاول البدء في بنائها بمصر. ج- الحاجة إلى تدعيم منطقية الباحث: مما لاشك فيه أن أحد أهم أهداف البحث التربوي هو إعداد باحثين مؤهلين يمكنهم زيادة العملية التعليمية في مجتمعهم وإعادة بلورتها. والحقيقة أن ما سبق مما أشار إليه الباحث من نهج أو توجه بحثي نمطي وتقليدي في دراسات مناهج وطرق تدرس اللغة بمصر يؤدى بدوره إلى خلق باحث مقلد ونمطي في تفكيره وفى كتاباته الأكاديمية على نقيض التوجهات البحثية المعتمدة على المناهج الارتباطية والسببية والمقارنة والمسحية التي تزيد الباحث منطقية وفكرا عقلانيا. من المتعارف عليه بين الباحثين مستخدمي المنهج التجريبي أن كل ما يقدمونه من نتائج يكون في الغالب عبارة عن فصل يضم ما بين خمس عشرة إلى عشرين صفحة تعرض فيه درجات المجموعتين الضابطة والتجريبية أو درجات مجموعتي المعالجة التجريبية، وتفسر دلالات الفروق الإحصائية بين درجات مجموعات /مجموعتي الدراسة . على النقيض عندما لا يستخدم الباحثون المنهج التجريبي ويستبدلون بمصادر جمع بيانات كيفية وكمية فإنه يتم عرض النتائج فيما بين مائة ومائة وخمسين صفحة في المتوسط . ومن البديهي أنه عندما يتعين على الباحثين تفسير كم كبير من البيانات الكمية والكيفية فإنه تزداد منطقيتهم وتتحسن مهاراتهم الفكرية والبحثية . ويرى الباحث أن التوجه البحثي النمطي لدراسات مناهج وطرق تدريس اللغة الموجود بالجامعات المصرية يعد سببا رئيسا في فشل باحثينا في نشر أبحاثهم في الدوريات الأكاديمية المصنفة عالميا في مجال مناهج وطرق تدريس اللغة، مما تسبب بالتالي في غياب جامعاتنا وأقسامها الأكاديمية عن التصنيفات العالمية . من هنا أصبح التغيير في توجهاتنا البحثية في مناهج وطرق تدريس اللغة ضرورة حتمية، كي نخلق باحثا ينمى من مهاراته ويفيد مجتمعه وتستفيد مؤسساتنا التعليمية من نتائج أبحاثه.