المصدر: | إبداع - الإصدار الثالث |
---|---|
الناشر: | الهيئة المصرية العامة للكتاب |
المؤلف الرئيسي: | عبدالمسيح، ماري تريز (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 2,3 |
محكمة: | لا |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2007
|
الشهر: | ربيع - صيف |
الصفحات: | 115 - 120 |
رقم MD: | 486975 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
نستخلص مما سبق، أن مشروع الحداثة في الفن التشكيلي لن يستمر في مساره دون التفاعل الخلاق مع غيره من الأنشطة الثقافية -سواء انتمت إلى الثقافة الرسمية (الرفيعة) أو المهمشة (الشعبية). وسواء ارتبط مفهوم الحداثة بالأصالة أو بالتجديد، فالفنان يستمد آلياته من المحيط المحلى الحاضر والموروث، دون أن يعنى ذلك عدم الانتفاع بما يتيسر من التقنيات الرقمية المستحدثة. فالمواطنة على المستوى المحلى لا تنفى المواطنة على المستوى العالمي، بل هما في تفاعل مستمر. وهناك أيضا تفاعل بين الفنون التشكيلية والأنشطة الثقافية الأخرى، يتطلب من الفنان عدم الانغلاق في حلقة ضيقة، بل الاستفادة من الثروة الفنية المتاحة، والمشاركة فيها بالتنقل بين أدوار متعددة. ظهرت الحداثة في تشكلاتها المختلفة كثورة فنية على الميراث الكلاسيكي الذي ما أصبح نخبويا، كما كان هجومها المباشر على الخطاب الأصولي المتشدد وسياسات السوق، بوصفهما آليتين من آليات الانغلاق والتنميط. لا تعد الحداثة نموذجا فنيا يمكن محاكاته، أو مركبة سائرة قدما يمكن لمن أراد اللحاق بها، بل هي ثورة فنية تغير وتتغير بالمحيط الثقافي، ولا تتحقق سوى بالممارسة الجماعية الواعية بالهدف، والتي تجيد انتقاء الأداة والسبيل. وإن كانت أهم ما تنشده الحداثة هو التغيير، فإن الأصولية المتشددة والعولمة تحفزان الإبداع من هذا المنطلق على نقضهما، وعلى مواجهة كل ما هو مثبط للتغيير، بإحياء رؤى فنية مناهضة لما تسعى تلك القوى إلى فرضه. |
---|