ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الهوية الإسلامية والعولمة الوضعية المعاصرة : جدلية الثابت والمتغير

المصدر: التاريخ العربي
الناشر: جمعية المؤرخين المغاربة
المؤلف الرئيسي: أبو شوك، أحمد إبراهيم (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 65
محكمة: نعم
الدولة: المغرب
التاريخ الميلادي: 2013
الصفحات: 57 - 88
ISSN: 1113-8467
رقم MD: 488324
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: الُهوَّيَّة الإسلامية واحدة من المفاهيم المتداولة في أدبيات الحوار الفكري المعاصرة، والبرامج السياسَّيَّة لحركات الإحياء الإسلامية، ترتكز في جوهرها إلى قيم عقديَّة، وتعبدَّية، ومعاملاتية، تستمد شرعيتها من الخطاب القرآني والسنة النبوية، ولها أيضاً دلالاتها التاريخَّيَّة القائمة على منجزات الحضارة الإسلامَّيَّة، التي استوعبت بعضاً من تراث الحضارة الهيلينستية في الفلسفة والرياضيات، وأدبيات الحضارة البيزنطَّيَّة في الإدارة ،ووظفت كثيرًا من خصوصيات الحضارة العربية، والمصرية القديمة، والفارسية، والهندية، والصينية، واستطاعت أيضاً أن تعيد تشكيل موروثات هذه الحضارات ِّ وتشذبها، وتضيف إليها بعْدًا إسلامياً آخرًا، مؤسساً على تكامل الدين والمعرفة الإنسانية، وتواصل الثابت في الإسلام مع المتغير في حضارات الشعوب الأخرى. ولذلك كانت الُهوَّيَّة الإسلامية تمثل جدارًا متماسكاً، يحفظ كينونة الأمة المسلمة، ويشكّل معالم تصورها لذاتها المتمّيزة عن ذوات الُهوَّيَّات الأخرى. ولكن بعد أن ضعف عطاء الحضارة الإسلامية، تحّوّل مفهوم الُهوَّيَّة إلى آلية دفع سياسي-ثقافي، تبحث عن مخرج من الأزمة التي تواجهها الأمة الإسلامية في ظل العولمة الوضعية المعاصرة، ومرجعيات الحداثة الغربية القائمة على مركزية العقل البشري. أي بمعنىً آخر أنَّ العولمة الوضعية المعاصرة هي عبارة عن مشروع أيديولوجي شمولي، يقضي بتصدير المرجعية القيمية للحضارة الغربية إلى بقية الأمم الأخرى، ومن ضمنها الأمة الإسلامية، وذلك في إطار نظام معرفي توجّهه المرجعية الغربية لتحديد القيم، والموازين، وأنماط العلاقات الاجتماعية التي تتجلى في صياغة المواثيق والاتفاقيات والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق المجتمع، والإنسان، والمرأة، والطفل، والأسرة، والحيوان، والبيئة، وغيرها من القضايا العالمية المشتركة. وعند هذا المنعطف تتم عملية تهميش المرجعيات الحضارية-القيمية الأخرى التي لا تزال تغذي أممها. فإنَّ العولمة، بهذا المفهوم، تمثل الحلقة الثالثة من حلقات العولمة الأنجلوساكسونية التي ظهرت حلقتها الأولى في حقبة الاستعمار الغربي لدول العالم الثالث، والثانية في حقبة الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن؛ إلا أنَّ الحلقة الثالثة المعاصرة قد تميزت عن سابقتيها تميزًا كيفياً وكمياً، تجَّلت معالمه في التطور الاقتصادي، والتكنولوجي، والعلمي الذي يشهده العالم اليوم في ضوء مركزية غربية ساطعة، يتخذ من واشنطن مقرًا له. فلاشك أن واقع العولمة الشمولي وضع الُهوَّيَّة الإسلامية على طرفيْ نقيض، يسعى لوضع إطار معرفي لفهم العلاقة الجدلية بين الإنسان، والكون، والطبيعة.

ISSN: 1113-8467

عناصر مشابهة