المستخلص: |
يعد الأردن من البلدان التي تواجه مشكلات بيئية كبيرة, وتواجه محافظة الزرقاء مشكلات بيئية متعددة, إذ تستحوذ هذه المحافظة على ما نسبته 52 بالمئة من مجمل الصناعات في البلاد. كما يوجد في محافظة الزرقاء الكثير من البؤر البيئية الكبيرة مثل مصفاة البترول, ومحطة الحسين الحرارية, ومحطة الخربة السمرا لتنقية المياه العادمة, ومكب النفايات في الرصيفة, والغباوي وغيرها من البؤر البيئية التي ترتبط بصناعات مختلفة. وأمام هذه المشكلات البيئية الموجودة في محافظة الزرقاء, تستدعي الحاجة إلى ضرورة دراسة مستوي الاهتمام البيئي عند سكان محافظة الزرقاء والتعرف إلى مستوي الوعي بالمشكلات البيئية التي تعانيها المحافظة, وكذلك مدي استعدادهم للمشاركة السياسية عن طريق المشاركة في إضراب أو تظاهرة أو اعتصام أو المساهمة المالية من أجل الحفاظ على البيئة. وقد أجرت الدراسة قياسا لمستوي الاهتمام البيئي على "مقياس الاهتمام البيئي" (NEP) والذي طوره كل من (دنلاب وفان ليير) (Dunlap and van leer) إذ يعتبر المقياس مؤشرا إلى مدي الاهتمام البيئي لدي الأفراد. وقد أظهرت النتائج أن هناك مستوي اهتمام بيئي متوسطا عند الأفراد في محافظة الزرقاء, حيث بلغ المتوسط الحسابي لإجابات الفئة المستهدفة على المقياس 55,9 نقطة من 100. كما قامت الدراسة بتحليل العلاقة بين المشاركة السياسية والاهتمام البيئي, فأظهرت النتائج أن هناك ضعفا واضحا في المشاركة السياسية في ما يتعلق بالأمور البيئية. وعلى الرغم من اعتقاد بعض الأفراد بأهمية آرائهم في القرارات البيئية إلا إن ذلك لا يؤدي إلى مشاركة سياسية فعالة في القضايا البيئية. وقامت الدراسة بتحليل العلاقة بين المشاركة السياسية ومتغيرات ( الجنس, والحالة العملية, والدخل الشهري للأسرة, والمستوي التعليمي, والعمر), وقد أظهرت النتائج أن هناك فروقا ذات دلالة إحصائية بين المتوسطات الحسابية للمشاركة السياسية تعزي لمتغيرات الجنس والدخل الشهري للأسرة والمستوي التعليمي. كما قامت الدراسة بتحليل العلاقة بين الاهتمام البيئي ومتغيرات( الجنس, والحالة العملية, والدخل الشهري للأسرة, والمستوي التعليمي, والعمر), وقد أظهرت النتائج أن هناك فروقا ذات دلالة إحصائية بين المتوسطات الحسابية لمستوي الاهتمام البيئي تعزي إلى الحالة العملية والعمر. أما في ما يتعلق بمؤشرات المشاركة السياسية وعلاقتها بالاهتمام البيئي فقد أظهرت النتائج أن هناك فروقا ذات دلالة إحصائية بين المتوسطات الحسابية لمستوي الاهتمام البيئي تعزي إلى المساهمة المالية. ويتضح من خلال النتائج أن المشاركة السياسية التي تتعلق بتلك القضايا هي مشاركة ضعيفة, وتؤدي عدة عوامل دورا مؤثرا في ضعف المشاركة السياسية للأفراد في محافظة الزرقاء تجاه القضايا البيئية, حيث تؤثر عوامل الخوف من السلطة السياسية في تلك المشاركة, وهذا سبب من أسباب ضعف الإقبال على المشاركة السياسية وأشكالها المتعددة في الأردن بشكل عام , حيث أن نسبة الانتماء إلى الأحزاب السياسية قليلة بشكل كبير في الأردن ولا تتعدي 1 بالمئة. كما غن هناك نظرة خوف تجاه السير في تظاهرة أو اعتصام أو غير ذلك من أدوات المشاركة السياسية, فالكثير من الناس يتخوفون من نتائجها غير المعروفة. وبدا أن عدم جدوى الخروج في تلك التظاهرات يؤدي إلي ضعف المشاركة السياسية، إضافة غلى أسباب أخري من مثل طبيعة المجتمع المحلي وعدم تأييده, وضعف خبرته في المشاركة السياسية. وتوصي الدراسة الحالية بضرورة البحث في المزيد من الدراسات حول تأثير طبيعة التأثيرات السياسية في الأردن بشكل عام. وطبيعة الثقافة السياسية عند الأفراد وعن قدرتهم وتحفيزهم نحو القيام بالتظاهرات والاعتراضات لحل القضايا البيئية. ومن الممكن في هذا المجال اقتراح دراسات تتناول القضايا البيئية نفسها , لكن في بعض البلدان الأكثر ديمقراطية , وفي المجتمعات أكثر نضجا سياسيا, وذلك من أجل المقارنة بين ما توصلت إليه هذه الدراسة والدراسات الأخرى للوصول غلى العوامل الحقيقية التي تؤدي إلى عدم استخدام الأفراد أشكال المشاركة السياسية لحل القضايا البيئية التي تهم الأفراد □
|