المصدر: | مجلة كلية العلوم الإسلامية |
---|---|
الناشر: | جامعة الموصل - كلية العلوم الإسلامية |
المؤلف الرئيسي: | خضير، زياد محمد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج 7, ع 14 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
العراق |
التاريخ الميلادي: |
2013
|
الصفحات: | 57 - 108 |
ISSN: |
1812-125X |
رقم MD: | 490454 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
قد بينت النصوص النبوية كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالعلاقات الإنسانية ، فبينت ما يجب أن تكون عليه علاقة الإنسان بالإنسان ، ابتداء من علاقته بوالديه وأولاده وذوي رحمه ومرروا بعلاقته بجيرانه ومجتمعه وصديقه ومن يوافقه من سائر المسلمين ، وانتهاء بعلاقته بأعدائه ومخالفيه وخصومه من أهل ملته وغيرهم ؛ فما من علاقة اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية إلا وبينت السنة ما يجب أن تكون عليه هذه العلاقة .وقد قامت العلاقات الإنسانية في النصوص النبوية على أساس من العدل والرحمة والرأفة والأخلاق الحميدة وغيرها من المبادئ السامية والقيم الراقية ، وليس بالأمر الغريب أن نجد النبي صلى اﷲ عليه وسلم يحث في أقواله وأفعاله على الرأفة بالمسلمين المؤمنين المطيعين له من أتباعه ، ولكن الأمر الذي قد يستغربه بعضهم أن يكون رؤوفا بمن عصاه ومن ليس على دينه بل ومن كان شديد العداوة والبغضاء له ولأصحابه ؛ لأن التعامل مع العصاة وغير المسلمين قد استقر في مخيلة كثير من الناس من مسلمين وغيرهم أنه لا يكون إلا بالشدة والعنف ؛ ولكن لا ينبغي أن نستغرب أن الأمر يكاد يكون على العكس من ذلك إذا ما جعلنا في حسباننا أن اﷲ سبحانه أرسل محمدا بن عبد اﷲ صلوات اﷲ وسلامه عليه رحمة للعالمين .وفي هذا البحث أردت أن أبرز هذا الجانب العظيم بجمع طائفة من الأقوال والأفعال النبوية المفعمة بالرأفة بالعصاة وبغير المسلمين ، مع الإشارة إلى أن الرأفة بالعصاة لا تعارض الحدود والأوامر الشرعية ولا تعني السكوت عن أهل الفسق والمعصية وتعطيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك محبة أهل الطاعة على قدر طاعتهم وبغض أهل المعصية على قدر معصيتهم ؛ فإنها من ثوابت الدين .كما أن الرأفة بغير المسلمين لا تعني إلغاء الفوارق بين الإسلام وغيره من الأديان والثناء على الأديان الباطلة والعقائد المنحرفة ومداهنة أصحابها ؛ فإن ذلك يؤدي إلى التسوية بين الحق والباطل ولا يجوز أن نسوي بين من فرق اﷲ بينهم كما لا يجوز أن نفرق بين من سوى اﷲ بينهم . ولا بد أن نعلم أيضا أن الرأفة لها موضعها المناسب ولا يجوز أن نضعها في غير موضعها كما لا يجوز أن نضع الشدة في غير موضعها فوضع الندى في موضع السيف في العلى مضر كوضع السيف في موضع الندى ومن ثم فحين نطلع من سنة رسول اﷲ صلى اﷲ عليه وسلم على شدة في حق بعض الناس لا ينبغي أن يقال لماذا لم يستعمل معهم اللين ؟ والجواب عن ذلك حينئذ يكون سهلا واضحا وهو أنه صلى اﷲ عليه وسلم كان يضع كل شيء في موضعه المناسب فيضع الشدة في موضعها واللين في موضعه . وبعد أن نستحضر كل هذه الأمور في بالنا نأتي إلى النصوص النبوية الطيبة فنتعلم منها الرحمة والرأفة بالعصاة ممن تدنس بالإثم والخطيئة ورفض أن يكون من أتباع من لم تعرف الإنسانية أعظم أرفة منه ، وقد تضمن هذا البحث مبحثين تضمن كل منهما عددا من المطالب .ففيما يتعلق بالحدود والعقوبات نلاحظ أنواعا من الرأفة ومن نواح عديدة فالسنة تحث على العفو عمن ارتكب حدا قبل رفعه إلى السلطان ، ويلمح السلطان لمن اعترف على نفسه بما يوجب حدا بالستر والتوبة والاستغفار ويؤجل إقامة الحد ما وجد إلى ذلك سبيلا ، ولا يجوز أن نتكلم بالسوء على من أقيم عليه الحد إن علم أن فيه إيمانا صادقا .ومن عظيم أبواب الرأفة محاولة صرف من َّ هم بمعصية عن فعلها أو انتشاله منها بعد وقوعه فيها وسلوك الطرق الموصلة إلى ذلك ، ومعالجة نفوس العصاة بالطرق المادية والمعنوية والتلطف بهم ودعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة . والتوبة أيضا فيها جانب عظيم من جوانب الرأفة ، من خلال سهولة متطلباتها ، وعدم وجود ما يحول بينها وبينهم مهما كانت الذنوب عظيمة وكثيرة ، وجعل التائب من الذنب كمن لا ذنب له بل قد يرجع إلى أحسن من حاله الأول .ومن ألوان الرأفة بالعصاة تعريفهم بسعة رحمة اﷲ وعظيم مغفرته ، وارشادهم إلى أسباب المغفرة والوعيد الشديد على من يقنطهم من رحمة اﷲ ، بل قد دلت النصوص على ضرورة الرأفة بالمذنبين حتى بعد موتهم وحتى من مات منهم من غير توبة . كما أرشدت النصوص إلى وجوب معاملة بعض المذنبين بالحسنى ، والاستبيان عن حقيقة فعلهم إذا كان لما فعلوه أكثر من احتمال والإنصات لمن يحاول أن يبدي عذار ، والدفاع عنه إن كان له حسنات عظيمة ومحاولة دفع العقوبة عنه ما أمكن بذكر تلك الحسنات . وكذلك غير المسلمين كان لهم نصيب وافر من هذه الرأفة فقد جاءت النصوص بالوعيد الشديد على من قتل ذميا أو معاهدا أو ظلمه. كما جاءت النصوص النبوية بالرفق بالأسرى وحسن معاملتهم والصفح عنهم بعد وقوعهم في الأسر والقدرة عليهم وان كانوا قبل ذلك أعداء محاربين . ومن عظيم ما ورد من الرأفة بغير المسلمين أن النصوص دلت على أننا يجب أن نحب لهم الخير وندعو لهم بالهداية ، وقد كان النبي صلى اﷲ عليه وسلم يدعو أحيانا لهم ويرفض الدعاء عليهم عندما يطلب منه ذلك ولو صدر عنهم أذى له ولأصحابه . وقد ضرب لنا النبي صلى اﷲ عليه وسلم أروع الأمثلة في الرأفة حين شملت أرفته حتى المنافقين الذين يبطنون العداوة والكفر ويظهرون الإيمان ويتربصون بالمؤمنين وقد ذكر اﷲ أن مقامهم أسفل الدركات ومن الرأفة التي تضمنتها النصوص النبوية أيضا أن غير المسلمين حين يحتضرون فالواجب على المسلم أن يحرص على جعلهم يموتون على الإسلام ليكون ذلك سببا في نجاتهم وفوزهم وقد كان النبي صلى اﷲ عليه وسلم يستبشر حين يهدي اﷲ رجلا على يديه ويحمد اﷲ الذي أنقذه من النار ، والحمد ﷲ رب العالمين صلى اﷲ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . This study deals with humanitarian relations showing how man should deal with parents, children, relatives, neighbors, friends and other peoples in addition to enemies and opponents. Sunna has explained all the aspects of the social, economic and political relations. Humanitarian relations in the Prophet texts are based on justice, mercy, compassion and other good morals and sublime values. Prophet Mohammed urges the Muslims, in His sayings and actions, to deal compassionately with those obeying Him but it is rather strange to find that He urges them to do the same with those disobeying. Dealing with the disobedient and non–Muslims, as many think, should be based on violence and force but this is not true as Prophet Mohammed was sent as a mercy for all the humanity. This study focus on this great aspect through reviewing the Prophet sayings and actions indicating compassion with the disobedient and non– Muslims showing that compassion with the disobedient is not against sharia limits and orders. This is does not also indicate the negligence of corruption and the impedance of enjoining what is right and forbidding what is wrong as such things are of the basic aspects of Islam. Dealing compassionately with the disobedient does not also indicate the abandon of differences among Islam and other religions and praising other false religions and corrupted doctrines as this will lead to equity among the right and the false as we have no right to equate those whom Allah has differentiated. Compassion and mercy are adopted in certain situations. When reviewing the Sunna, one could see that the Prophet has adopted force in dealing with some people and one has no right to claim that compassion should have been adopted as the Prophet has adopted the adequate procedures in the adequate situations. The Prophet s |
---|---|
ISSN: |
1812-125X |