المستخلص: |
اختلف العلماء منذ نشأة الدراسات اللغوية في مسألة دلالة العلامات الإعرابية من عدم دلالتها، وأول من أثارها الخليل، وتبعه سيبويه، وأول مخالفة في تاريخ الدرس النحوي القديم تفرد بها قطرب الذي عاب على النحويين اعتلالهم، وقال: لم يعرب الكلام للدلالة على المعاني، وإنما دخله قصد اعتدال الكلام، وقد اتكأ في إنكاره على أمثلة تشتمل على أسماء متفقة الإعراب مختلفة المعاني، والعكس. ورد المخالفون عليه: لو كان الكلام كما ذكر لجاز جر الفعل مرة ورفعه أخرى ونصبه، وجاز نصب المضاف إليه ... وفي هذا خروج عن أوضاع العرب. ولا شك أن الأثر الإعرابي قرينة لفظية من حملة القرائن تعين على توضيح وظيفة الكلمة في التركيب حينما يقع الغموض بين عناصره.
|