المصدر: | مجلة الآداب |
---|---|
الناشر: | جامعة إفريقيا العالمية - كلية الآداب |
المؤلف الرئيسي: | العاقب، عادل محجوب أحمد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع4 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السودان |
التاريخ الميلادي: |
2012
|
التاريخ الهجري: | 1433 |
الشهر: | أكتوبر - ذوالقعدة |
الصفحات: | 51 - 62 |
ISSN: |
1858-5930 |
رقم MD: | 493939 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
اهتمت الفلسفة الإسلامية بحرية التعبير وجعلتها من الحقوق الأساسية للإنسان، والإسلام يقف في صف حرية إبداء الرأي والتعبير عنه بدون إكراه أو ضغوط والحرية في النظام الإسلامي هي وسيلة لعبادة الله سبحانه وتعالي حيث يكون المرء متحررا لربه مخلصاً في اتخاذ آرائه ومواقفه "وهي جوهر الإسلام وضرورة من ضرورات الإيمان به، ولقد كان واقعا ملموسا منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين". يتميز النظام الصحافي الإسلامي بخصائص وسمات لا توجد في النظم الصحافية الوضعية، حيث أنها أخذت من مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة، كالوسطية لأن الدين الإسلامي لا يقول بالجماعة المطلقة ولا الفردية المطلقة، إنما الأمر قوام بين ذلك، والامتداد والديمومة لأنه يتميز بوضوح الفكرة التي تقوم على نواة التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى، ويبيح النظام الإسلامي الاجتهاد في الرأي وإعمال العقل والنظام الإسلامي لا يقبل الإكراه والسيطرة والتسلط وقهر إرادة الآخرين لأن ذلك يصادم الفطرة البشرية ويوازن النظام الإسلامي بين الحرية والمسؤولية، ويتيح للدولة أن تتدخل عند الضرورة لأجل المصلحة العامة وخصوصا فيما يتعلق بحفظ الدين أو النفس أو العقل أو النسل أو المال، مع الوضع في الاعتبار طهارة الباعث وشرف النية حتى لا يحدث تناقض بين قصد السلطة وقصد المشرع في منح الحرية. كما أن مبادئ النظام الصحفي الإسلامي من توجيهات الشريعة الإسلامية والقيم الدينية الفاضلة كالالتزام بالصدق والحق والجرأة في الصدع به، والتثبت في نقل الأخبار والحرص على العدل في تناولها للموضوعات الصحفية والمجادلة بالحسنى مع التزام آداب الحوار والمناقشة في إبداء الآراء وعدم التعريض والتشهير بالآخرين والاستهزاء بهم وعدم إشاعة الفاحشة ونشرها بين الناس ومراعاة حقوق الآخرين وعدم المساس بحرياتهم أو التدخل في حياتهم الخاصة وإفشاء أسرارهم، وبالتالي تلعب الصحافة في النظام الإسلامي دورا متعاظما في تنمية المجتمع والارتقاء به، وبناء المجتمع الفاضل الذي يتسم بقيم الخير والتسامح، وتصوغ الوجدان الإنساني وتسهم في بناء الشخصية الإنسانية المتوازنة، كما أنها تلعب دوراً أساسياً في تأكيد هوية الأمة من خلال نشر وتوفير المعلومات الصحيحة والحقائق والآراء والأفكار لأفرادها وترقية اهتماماتهم وتهيئة قدراتهم الفكرية والمعنوية وخدمة الأهداف الثقافية والاجتماعية لهم، والتعبير عن قيم المجتمع المسلم الحضارية فضلاً عن التواصل الحضاري وتطوير آليات التواصل الثقافي بين الشعوب الإسلامية. حرية التعبير قيمة إنسانية إذا حرم منها الإنسان كأنما حرم من إحدى أساسيات الحياة لذلك اهتمت بها الفلسفة الإسلامية وجعلتها من الحقوق الاسلامية للإنسان، وحرية الصحافة في الاسلام يقصد بها عدم وقوعها تحت أي تبعية إلا تبعية الحق، وحتى تبعية الدولة إذا تنافت مع تبعية الحق يجب تخليص الفرد والمجتمع من تبعيتها، والإسلام يقف في صف حرية إبداء الرأي والتعبير عنه بدون إكراه أو ضغوط(1) لقوله تعالى في سورة البقرة آية 256 " لا إكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ" وقوله تعالى في سورة يونس آية 99 " ولَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ". ومفهوم الحرية في الإسلام يتضمن أيضاً الرفض الواعي للفلسفة الليبرالية التي تهتم بالفرد كمعنى وحيد للحياة على حساب التضامن الاجتماعي ومشاركة الآخرين في التكوين الثقافي (2)، حيث إن الحرية في النظام الإسلامي كما يراها الدكتور حسن عبد الله الترابي "هي وسيلة لعبادة الله سبحانه وتعالي متحرراً لربه مخلصاً في اتخاذ آرائه ومواقفه" (3). ويراها حسن عماد مكاوي "بأنها جوهر الإسلام وضرورة من ضرورات الإيمان به ولقد كانت واقعاً ملموساً منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وفي نهاية عهد الخلفاء الراشدين" (4). |
---|---|
ISSN: |
1858-5930 |