المصدر: | التاريخ العربي |
---|---|
الناشر: | جمعية المؤرخين المغاربة |
المؤلف الرئيسي: | الغاشي، مصطفى عبدالله (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | El Ghachi, Mustapha |
المجلد/العدد: | ع 45 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
المغرب |
التاريخ الميلادي: |
2008
|
التاريخ الهجري: | 1429 |
الشهر: | صيف |
الصفحات: | 213 - 249 |
ISSN: |
1113-8467 |
رقم MD: | 494425 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
بعد هذا الاستعراض لمساهمات الرحالة الفرنسيين في التعريف بالأتراك العثمانيين خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، نخلص في النهاية إلى أن أنظار الرحالة الفرنسيين تمر كزت حول الشرق بصفة عامة والأتراك بصفة خاصة، الذين يتميزون بخصائص دينية واجتماعية وثقافية وسياسية، بحيث يحولون إلى موضوع أو تقليد يطبع جميع كتب الرحلات الفرنسية في التاريخ الحديث. فبعد الاتصال الأول بين الأتراك والفرنسيين خلال القرن السادس عشر، والذي نتج عنه-ولأسباب تاريخية-صورة أسطورية للأتراك وبأنهم وحوش خطيرة... فإن رحالة القرنين السابع عشر والثامن عشر، وضعوا صورة للأتراك، الجانب الأسطوري فيها أضعف من الواقعية والموضوعية. فعلى الرغم من التعدد الاثني الذي كان يميز الدولة العثمانية، فإن العنصر التركي يبقى الأكثر امتيازاً، ويحتل أهمية قصوى في كتب الرحلات الفرنسية: بجسمه القوي، الذي ستحوله إلى مثل شعبي في فرنسا لا يزال يردد إلى الآن: "قوي مثل تركي"، وعلى الرغم من ذلك فإن الرحالة يتحدثون إيجابياً عن معنويات الأتراك كأناس طيبين، صرحاء وصادقين. ويعكس الوصف الذي قدمه الرحالة للمظهر الخارجي للأتراك (اللباس)، ثقافة خاصة من خلال اللباس الفضفاض الذي يخفي العيوب ويترك الجسد في منتهى الحرية، فاللباس الشرقي بالنسبة للرحالة فن له فلسفة خاصة. أما عن النساء التركيات فإنهن بالنسبة للرحالة مسجونات وعلى الرغم من ذلك فإنهن محترمات، ويهتممن. بمظهرهن الخارجي. ومن خلاف بعض مظاهر الحضارة التركية التي تحدث عنها الرحالة فإنهم لا يختلفون في كون الأتراك قد بلغوا درجة عالية في التطور التقني والاجتماعي، عبروا عنه من خلال طريقة الأكل، وكذلك من خلال الحمامات التي هي أساس النظافة، والشيء نفسه يمكن أن يقال عن العلاقة بين الأفراد (رجل/ رجل) و(رجل/ امرأة)، والتي تعكس الألفة التي أدهشت جميع الرحالة. أما إذا انتقلنا إلى موضوع الإسلام التركي فإنه لا شيء غير الخيال يؤطر نظرة الرحالة إلى هذا الموضوع، فصورة الإسلام ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم لدى هؤلاء هي صورة مشوهة، وعلى الرغم من ذلك فإن الرحالة يعترفون بكون الإسلام له تأثير كبير في الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية، في حين أن الأتراك متعلقون بدين الإسلام. أما فيما يتعلق بالنظام السياسي التركي فإن كتب الرحلات تعكس صورة عن دولة شديدة التنظيم، يحكمها السلطان، غير أن صورته سلبية لأنه شرس عنيف وعاشق للملذات والملاهي. ويبقى الصدر الأعظم صاحب السلطة المطلقة بدون لقب (سلطان) الرجل الأول في الدولة. أما بخصوص الجيش (الإنكشارية)، فبخلاف صورة القرن السادس عشر التي تجعل من الجيش التركي المعادل للوحشة والبربرية والتخريب، فإن صورته خلال القرن السابع عشر هي صورة القوة والنظام والانضباط. أما خلال القرن الثامن عشر فإن هذا الجيش كان قد فقد الكثير من صورته السابقة. وهكذا يبدو واضحا مدى المساهمة الكبيرة التي قدمتها كتب الرحلات الفرنسية للتعريف بالشرق الإسلامي، خاصة الأتراك العثمانيين خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، إلا أن هذه المساهمة يجب التعامل معها بكثير من الحذر لما تحمله في طياتها من تحريفات وتشويهات وأفكار مسبقة خطيرة. |
---|---|
ISSN: |
1113-8467 |
البحث عن مساعدة: |
808309 |