ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







هوية الأزمة أم أزمة الهوية

المصدر: التاريخ العربي
الناشر: جمعية المؤرخين المغاربة
المؤلف الرئيسي: غمارة، طيبي (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 45
محكمة: نعم
الدولة: المغرب
التاريخ الميلادي: 2008
التاريخ الهجري: 1429
الشهر: صيف
الصفحات: 281 - 307
ISSN: 1113-8467
رقم MD: 494432
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: إذا بناء على المفهوم الإجرائي الذي حددته للهوية الوطنية، يمكن القول أنه وما عدى فترة حرب التحرير الوطنية، كانت كل المؤشرات تدل على عدم وجود المكونات الثلاثة للهوية الوطنية، أي أن "أسطورة الصفحة البيضاء" قد تفوقت في معظم الأحيان على "الأسطورة المؤسسة"، وعوض أن قد يتجه انتباه الجزائريين إلى مرجعية ثقافية جزائرية موحدة، ظل انتباههم منذ قرابة القرنين مشتتاً بين حنين قاتل لماض ميت سواء كان إسلامياً أو عربياً أو أمازيغياً؛ وأمل وهمي في مستقبل لا يعرفون كيف يصوغونه. لقد ظلت الهوية الوطنية مشروعاً مؤجلاً، رغم التجارب الناجحة الكثيرة التي يعرضها التاريخ علينا بشكل علني ومستمر، كالهوية الوطنية للولايات المتحدة الأمريكية والهوية الوطنية للإسرائيليين، وأكتفي بهذين المثالين لأنهما الأكثر دلالة باعتبار أنهما انطلاقاً من العدم، الأول انطلق بمجموعة من المهاجرين والمهجرين والمعمرين والسكان الأصليين الحاملين لثقافات ولغات متعددة ومختلفة ومتناقضة، ليؤسس في نهاية المطاف الحلم الأمريكي الذي أصبح "الأسطورة المؤسسة" للهوية الوطنية الأمريكية التي تقود العالم اليوم؛ والثاني انطلق بمجموعة من المهجرين جاءوا من كل أنحاء العالم بدين واحد ولكن بلغات متعددة، ثم توحدوا حول أسطورة عودة شعب الله المختار ليؤسسوا هوية وطنية موحدة لدولة أصبحت بعد قرابة الصف قرن أقرى من كل الدول العربية مجتمعة. لقد انطلق الشعبان في هذين المثالين من العدم إلى الوجود الأول وجود الهوية الأمريكية والثاني وجود الهوية الإسرائيلية. أما نحن فقد انطلقنا من الوجود لنصل إلى العدم. وهذا يعني أننا أمام أزمة هوية حقيقية.

ISSN: 1113-8467