ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الصيدلة وصناعة الأدوية في أوروبة القروسطية ، 1200 - 1500م

المصدر: المعرفة
الناشر: وزارة الثقافة
المؤلف الرئيسي: جغنون، ملاتيوس جبرائيل (مؤلف)
المجلد/العدد: س 52, ع 598
محكمة: لا
الدولة: سوريا
التاريخ الميلادي: 2013
الشهر: تموز
الصفحات: 156 - 168
رقم MD: 495910
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase, HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

6

حفظ في:
المستخلص: هل ما زلنا نستطيع، بعد كل ما تقدم ذكره، أن نجيب ‏عن التساؤل: «هل كانت الصيدلة القروسطية متخلفة وبدائية؟». بكل تأكيد، كانت الصيدلة تمارس، في أعيننا، بوسائط بدائية. ولكن الجلي أن صانع الأدوية ‏القروسطى كان يعي مسؤولياته وعيا كاملا ويعي مهمته في تحضير أدوية جيدة وموثوقة ‏وتوزيعها. وحتى في تلك الأزمنة، كالنت تناط أهمية ‏كبرى بنوعية المنتجات الدوائية وخصائص حفظها. وكانت تعطى تحذيرات حين استخدام الأدوية القوية كالأفيون ‏وسواه من المخدرات. وقد حاول أطباء، بهدي من بصيرتهم وحدسهم ‏وخبرتهم العملية الوقاية من المرض والشفاء منه قدر ‏أماكنهم، وغالبا ما كانوا يتوصلون إلى نتائج جيدة. وكانت المواد والمستحضرات الطبية المستخدمة غالبا من منشأ عشبي، ولكن لم يمنع ذلك من استخدام المواد ‏الحيوانية والمعدنية الخام. وكانت المراقبة والمقارنة تلعب دورا كبيرا في تحضير ‏الأدوية واستخدامها. ظل العلاج بالأدوية علما تجريبيا لقرون عدة، ‏ولكننا نكتشف أحيانا أن لا كثير جديدا تحت الشمس. ‏ولعله من المفيد الإشارة إلى العادة القروسطية بأخذ ‏الشمس ‏والقمر والنجوم والكواكب ورموز الأبراج السماوية (الزودياك) ‏بعين الاعتبار حين المداخلات الجراحية واستخدام الأدوية، لم نتحرر منها بالمطلق اليوم. ‏فعلم الــ «كرونوفارماكولوجيا» الحديث يتحرى التحولات في التأثيرات الدوائية لدواء ما لأنها ترتبط بالإيقاعات البيولوجية ‏Biological Rhythms وماذا نفكر بخصوص «أحجار الشفاء» والعلاجات الأخرى الكثيرة؟ والإجابة على السؤال المطروح في بداية هذه الفقرة وبداية البحث ‏ربما ينبغي أن تكون: لم يتغير الإنسان. فالبحث الطبي وطرائقه ومعداته تطورت كثيرا اليوم ‏والصيدلة واكبت هذا التطور، غير أن البشر في العصور الوسطى لم يكونوا متخلفين ولا بدائيين على نحو مؤكد. وأخيرا، يجدر بنا التذكير بفضل العرب على علوم الطب والصيدلة، هذا الفضل الذي لم تنكره أوروبة، بل اعترفت به جليا. وليس إطلاق الأوروبيين أسماء العديد من أقطاب هذه العلوم المحرفة عن أسمائهم العربية بما يناسب طريقة نطقهم ألا الدليل الساطع على اعتراف هؤلاء بفضل العرب. فابن سينا (980-1078م)، عرفه الاوروبيون باسم Avicenna وأبو القاسم الزهراوي الأندلسي (٩٣٦؟ -1013م) الذي كان أحد أعلام تاريخ الطب والجراحة عرفه الأوروبيون ‏بأسماء تنوعت بين Abulcassis Albucassis وBulcasim وBulcasi وAl-Zahrawi وغيرهم شواهد على ما نزعم.

عناصر مشابهة