المصدر: | مجلة البحوث الإسلامية |
---|---|
الناشر: | الرئاسة العامة للبحوث العلمية والافتاء |
المؤلف الرئيسي: | تركستاني، خديجة بنت عبدالحليم بن إيشان (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Turkistan, Khadija Abdul Halim |
المجلد/العدد: | ع 100 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2013
|
التاريخ الهجري: | 1434 |
الشهر: | سبتمبر - شوال |
الصفحات: | 205 - 280 |
ISSN: |
1319-2094 |
رقم MD: | 497452 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
الكرامة الإنسانية محفوظة، ومحاطة بسياج الحماية بما فرضه الشرع من حقوق، وحقوق الإنسان هي لكل فرد كبيراً كان أو صغيراً، ذكراً كان أم أنثى، وضعياً أو رفيعاً، وما على الأفراد المكلفين إلا تحقيق و صيانة هذه الحقوق التي تحصل بها كرامة الإنسان. وهذه الحقوق هي ما ألزمت به الشريعة الإسلامية الناس قاطبة من الأوامر والتكليفات، وهي ما سنه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بفعله، ومراعاته للمشاعر البشرية والأحاسيس الإنسانية، وبأمره بتطبيق هذه الفضائل فكان صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه"( ) ويقول: "يا عائشة، عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش"( ) ونفى الإيمان عمن ترك الرحمة فقال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تراحموا، قالوا: يا رسول الله، كلنا رحيم. قال: إنه ليس برحمة أحدكم، ولكن رحمة العامة، رحمة العامة"( ) ولذا كان من أوائل أعماله حين قدم المدينة المؤاخاة بين المسلمين فإن "المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضاً"( ) ومن ثم كانت الأخوة نعمة عظيمة تكرر ذكرها في موضع واحد، قال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا) ( )فهي تجمع المسلمين، وتوحدهم، وتربطهم برباط قوي. وجاء في الحديث ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن الدعوة تحط من ورائهم"( ) وحثت السنة على التحلي بمجموع الأخلاق السليمة من صدق ووفاء وجود وعزة وغيرها، فالله أمر بالصدق، وبين أنه يجزي الصادقين( ) والمؤمن لا يكون كذاباً كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم( ) ومن منطق الرجولة ومنتهى اليقين الوفاء بالعهد، والبر باليمين، وتنفيذ النذور، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)( ) فمن لم يفعل نال حظاً من النفاق "آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان"( ). وحماية الكرامة الإنسانية تتم بمراقبة الله وتقواه، فعقيدة الإنسان السليمة، وإيمانه الصادق الصحيح هو الباعث الأول ليطبق ما جاء به الشرع من حماية للكرامة، وهذا هو عين الإحسان، وفي نظري أن هذا لا يتم - بعد مشيئة الله - إلا بالتربية الأسرية أولاً، والتربية الذاتية ثانياً. والسنة النبوية دعت إلى حماية الكرامة الإنسانية أيضاً بما ألزمته للولي من وجوب السمع والطاعة، فمن راقب السلطان ارعوت نفسه عن ارتكاب الآثام، وإهانة الإنسان، وهذا أيضاً مما أقرته السنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا قدست أمة، أو كيف تقدس أمة لا يأخذ ضعيفها حقه من شديدها وهو غير متعتع"( )( ) وفي القصة المشهورة التي حدثت في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه دليل على حماية الكرامة الإنسانية عن طريق السلطان، حتى قال مقولته القوية التي ترن أصداؤها في أذان كل مسلم إلى اليوم: مذ كم تعبدتم الناس، وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟ |
---|---|
ISSN: |
1319-2094 |