520 |
|
|
|a في إطار القناعة المتأصلة بممارسة عملية التدريب لموظفي الخدمة المدنية، فإنه من الضروري تفحص هذه العملية من خلال مجموعة من الدراسات، وذلك لضمان فاعليتها ووضع الاقتراحات التي من شأنها الارتقاء بها. وهنا تبرز أهمية هذه الدراسة في إلقاء الضوء على واقع البحث الإداري لأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعات الفلسطينية، واستخداماته في تدريب موظفي الخدمة المدنية الفلسطينية. فقد هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على العوامل المؤثرة في العملية البحثية وأهدافها ومدى وآلية استخدامها في التدريب، واتجاهات مختلف الأطراف نحوها. ولغايات جمع المعلومات صمم الباحث استبانتين: الأولى وزعت على أعضاء الهيئة التدريسية للعلوم الإدارية في جامعات الضفة الغربية، والثانية وزعت على فئة التنظيمات العامة المستفيدة من التدريب (متدربين ومدراء)، والمدربين، والمؤسسات التدريبية، كما تم تحليل الكثير من الوثائق، وتنظيم الملاحظات والمقابلات مع ذوي العلاقة بالعملية التدريبية والبحثية. وقد خلصت الدراسة إلى أن الأبحاث الإدارية قليلة، والأبحاث ذات العلاقة بالتنظيمات الحكومية قليلة جدا، كما تبين أن فكرة البحث تنبع غالياً من الاهتمام الشخصي، وأن أقوي دوافع ذلك هي لإغناء الثروة المعرفية للباحث وترقيته، ويعزي الضعف في حركة البحث الإداري إلى ثقل العبء التدريسي، وزيادة أعداد الطلبة في الشعبة الواحدة، وتدني مستوي التنافس البحثي بين أعضاء الهيئة التدريسية، وذلك نظراً لقلة عددهم وازدياد عدد الطلبة في كليات الإدارة. وبالرغم من قيام الجامعات بالمساعدة في توفير المتطلبات البسيطة للبحث كالطباعة والتصوير، فإن هناك حاجة لتزويد المكتبات بدوريات ومجلات علمية متخصصة، الأمر غير المتوفر لدى غالبية الجامعات لسبب مادي. أما إدارة البحوث فقد بدا دورها ناشئاً في السنة الأخيرة لوزارة التعليم العالي. وعلى الصعيد الداخلي للجامعات فإن تدني مستوي فاعلية مجالس وعمادات البحث العلمي يعود إلى سبب مادي أيضاً، الأمر الذي أدى إلى عدم انتظام صدور مجلات البحث العلمي أو النشرات الجامعية الأخرى، وما يزعج أعضاء الهيئة التدريسية هو تأخر الإجراءات المتعلقة بمنح اللقب العلمي المترتب على إجراء الأبحاث. أما عن العلاقة بين الباحثين فقد تبين أن كل باحث له شأن، فمستوي التعاون متدن والمعرفة عن الإنجازات البحثية للزملاء ضعيفة حتى داخل الجامعة الواحدة، وغالباً ما تتم بالصدفة. أما عن استخدام الأبحاث الإدارية لأعضاء الهيئة التدريسية للعلوم الإدارية في الجامعات الفلسطينية تدريبياً، فقد وجد الباحث أن هذا الاستخدام ضعيف جداً وغير منظم، ولا يتم في إطار استراتيجية. ويهدف هذا الاستخدام إلى دعم وجهة نظر المدرب وإكسابه تأثيراً أكبر ولتنشيط المتدربين. وبالإضافة إلى ذلك فقد لوحظ غياب شبه كامل للأبحاث من رزمة المادة التدريبية، أو حتى الإشارة إليها ضمن المراجع المقترحة، في حين أنها نادرة الوجود في مكتبات المؤسسات التدريبية، وحتى وجودها في مكتبات الجامعات فهو غير منظم. أما عن طرق استخدام البحث في التدريب، فكانت في الغالب من خلال النقاش ومجموعات العمل، كما استنتج الباحث أن النتائج والتوصيات هي أكثر أجزاء البحث استخداماً في التدريب. وأن المدربين الأكاديميين هم الأكثر تبنياً لاستخدام الأبحاث في التدريب. أما عن علاقة المؤسسات التدريبية بالبحث فقد وجد أنها ضعيفة جدا، فالاهتمام به متدن ولا يقع ضمن قائمة أولياتها. وفيما يتعلق باتجاهات المدربين والمتدربين نحو استخدام البحث في التدريب، فقد وجد الباحث أنها إيجابية جدا، لكن هناك قلة في الأبحاث التي تخص التنظيمات الحكومية الفلسطينية، كما أن كتابة هذه الأبحاث – إن وجدت- بلغة علمية بحتة قد أعاقت استخدامها بسلاسة في التدريب. وفيما يتعلق بتوقيت استخدام البحث في التدريب فقد أفادت الغالبية العظمي من افراد العينة بأن الموقف التدريبي هو الذي يحكم التوقيت. ومن ناحية أخرى تبين لجوء معظم المدربين- خاصة الاكاديميين- إلى مجلات الأبحاث العلمية للدول الأخرى لدعم موقفهم التدريبي، لكن هذا الاستخدام أيضاً يبقي عشوائياً وغير مرتكز – في معظم حالاته – إلى خطة. وبشكل عام فإن ضعف استخدام البحث في التدريب يعود إلى عدم الوعي الكافي لأهمية ذلك، وضعف العملية البحثية، والعشوائية في الاستخدام، وضعف العلاقة ما بين الباحثين والأطراف التدريبية، وعدم قيام الباحثين باطلاع الآخرين على أبحاثهم، وعدم تزويدهم بنسخ منها. ومن هذا المنطلق توصل الباحث إلى مجموعة من التوصيات أهمها: - ضرورة تفعيل دور المعهد الوطني للإدارة العامة ليقوم بدوره المفترض في تكاملية العلاقة بين البحث والتدريب والنشر. - ضرورة تشجيع البحث العلمي وربطه بالقطاع العام وخططه التطويرية، دعم البحث مادياً. - تشجيع ودعم دراسة الإدارة العامة. - انشاء صندوق وطني لدعم البحث. - وضع المعايير المثلى للتدريب موضع التنفيذ. - وربط البحث والتدريب بخطط التنمية وبمشكلات التنظيمات العامة. كما أن على الجامعات أن تهتم أكثر بتعميم الأبحاث والعمل على انتظام صدور مجلات الأبحاث، وتشجيع الأبحاث المشتركة. كما يتوجب على المؤسسات التدريبية وضع أطر ومعايير واضحة لاستخدام البحث في العملية التدريبية، وتجميع الأبحاث في مكتباتها، وتقييم فاعلية المدرب من خلال استخدامه للبحث في التدريب، وتسهيل مهمة الباحثين في عرض أبحاثهم على جميع أطراف العملية التدريبية.
|b This study is aimed at exploring facts and realities about administrative research carried out by Palestinian university faculty members and its uses in training the Palestinian civil servants. The need of the study was felt out of the problems involved in civil service training in Palestine. To achieve the aims of the study the researcher has adapted a battery of data collection and analysis tools i.e.: questionnaire interviews, observations, documentary analysis, etc. The major conclusions of the study were: there is a severe shortage in administrative research mainly in the field of public administration, the interest in research is not systematically mobilized by university administration rather than being personal, low level competition between faculty members in research, the available facilities-tools, libraries., to support research are week and insufficient. In terms of the use of administrative research in training the study concluded: nor policies neither strategies for the use of research exist, research is rarely used in training, academicians use research more than practitioners in their training, weak cooperation between universities and training organizations, trainees are strongly willing to utilize research. The study recommended: there is a need to mobilize the integrated functions of the Palestinian Institute of public Administrations (research, training publications...), encourage and support research, the creation of national body to manage and support research in Public Administration, the enforcement of best training practices in the use of research, and there is a need for universities-training institution to cooperate in the areas of training and research.
|