ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







كتب تعبير الرؤى مصدر جديد للكتابة التاريخية : النقود نموذجاً

المصدر: أشغال الملتقى الدولي السادس حول الكتابة التاريخية في العالم العربي الإسلامي في العصر الوسيط من الخبر والرواية إلى النص والوثيقة
الناشر: جامعة تونس - كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية
المؤلف الرئيسي: الغضبان، محمد بن الحبيب بن محمد (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: تونس
التاريخ الميلادي: 2010
مكان انعقاد المؤتمر: تونس
رقم المؤتمر: 6
الهيئة المسؤولة: مخبر تاريخ العالم العربي الإسلامي الوسيط ، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية ، جامعة تونس
الشهر: إبريل
الصفحات: 557 - 592
رقم MD: 499414
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

38

حفظ في:
المستخلص: إن المعطيات السكية المستخرجة من كتب تفسير الأحلام والمتمثلة أساسا في جملة من المصطلحات التي تنضاف إلى ما أمكن لمن سبق من الباحثين جمعه وترتيبه في مقالات وكتب مختصة، ليست فريدة وخاصة بتلك المصادر الأدبية فقط، بل هي مذكورة في كتب أخرى متنوعة الأغراض، ولم ترد تلك المعطيات بشكل مفصل يضاهي ما ورد في بعض الكتب الأخرى التي نقلت لنا أوصافا ضافية وواقعية لنقود إسلامية مختلفة الأمكنة والأزمنة. لكن ميزة هذا النوع من الكتب أنه مرتبط بشدة بواقع الناس وخصوصا بالوازع الديني الذي كما قلنا يولي الرؤى مكانة مهمة في حياة المسلم باعتبارها كانت أسا من أسس النبوة لمحمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي اعتبرها جزءا من النبوة بعد أن يتوفى. وباعتبار الرؤى من الله فهي المبشرات وأيضا المنذرات وبالتالي فهي ببساطة تمثل نصائح وعظات تحاول أن تنظم حياة المسلم في نطاق الدين وتعاليمه. ورغم أن هذه الكتب تعنى بالأساس بتفسير غيبي للأحلام عبر إشارات وإحالات رمزية فإن هذه الأخيرة تستقي أسسها من عناصر كثيرة تكون المحيط العام والخاص لواقع الإنسان في حياته اليومية، فهذه الرموز وكما اكتشفنا من كتب التعبير متعلقة بالواقع وتعكسه بشكل جيد يبين لنا أحكام وآراء الناس في النقود والمعطيات المتعلقة بها. ونظرا لأن الدراهم كانت أكثر استعمالا من الدنانير يوميا في مختلف المعاملات الصغيرة والكبيرة فقد كثرت الإشارات إليها بتسميات وأوصاف رمزية مختلفة ومتنوعة. وتليها الدنانير من حيث عدد المرات التي ذكرت فيها. أما الفلوس فقد قل ذكرها بما يتفق مع واقع التعامل بها بين الناس. إن كتب تفسير الرؤى تمدنا بجهاز مصطلحات دقيق كان متداولا في المجتمعات الإسلامية شرقا وغربا. وقد اتصل بهذا الجهاز الدقيق تفسيرات في غاية الأهمية. فهي إن كانت توحي بأنها غيبية إلا أن تتبعها يؤكد أنها متصلة بالواقع المحسوس اليومي للمسلمين إذ أنها تستمد تأويلاتها من المحيط المادي وما يتصل به من أفكار واعتقادات وبالتالي كل تلك الذهنيات المشبعة مبدئيا وأساسا بالتعاليم الدينية الإسلامية. فالمغشوش من النقود يؤول بما يناسبه من سوء، أما الجيد منها فتأويله يتناسب معه أيضا. وعلى هذا المجرى تسير كل التأويلات فتتشابه وتتماثل ولا تختلف إلا بفعل الزمان الذي تتبدل وتتغير فيه بعض المكونات أما التفسيرات فلا تفقد الكثير. فمثلا اليوم لا نحلم بالدنانير والدراهم بل نرى نقودنا المعدنية الأخرى والأوراق النقدية التي نتداولها. أما تأويلاتها فلا تكاد تخرج عن ذلك السياق القديم. فالنقود المعدنية تؤول بالإفلاس، في حين تؤول الأوراق النقدية بالربح والخبر السار. وقس على ذلك فتزيد قناعتنا بأن عالم الأحلام لا يكاد ينفلت من قوة عالم الحياة ويستمد أسباب بقائه منها.

عناصر مشابهة