ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







العولمة الثقافية: طرح فكري تأصيلي بين العالمين الإسلامي والغربي

المصدر: ندوة العولمة وانعكاساتها على العالم الإسلامي في المجالين الثقافي والاقتصادي
الناشر: المعهد العالمي للفكر الإسلامي
المؤلف الرئيسي: الذوادي، محمود عبدالسلام (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Dhaouadi, Mahmoud
محكمة: نعم
الدولة: الأردن
التاريخ الميلادي: 2006
مكان انعقاد المؤتمر: الأردن
الهيئة المسؤولة: المعهد العالمي للفكر الإسلامي و منظمة الإيسيسكو و جامعة آل البيت
الشهر: مايو
الصفحات: 271 - 289
رقم MD: 500511
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

178

حفظ في:
المستخلص: ناقشت هذه الورقة مسألة العولمة الثقافية من خلال نظريتنا للرموز الثقافية. إنها نظرية تؤكد أن الجنس البشري يتميز عن غيره من الأجناس الأخرى بمنظومة الرموز الثقافية: اللغة المكتوبة والمنطوقة، والفكر، والمعرفة أو العلم، والدين، والقوانين، والأساطير، والقيم، والمعايير الثقافية....، وبسبب مركزية هذه الأخيرة في وجود الإنسان؛ فإن تأثيرها تأثير قوي وشامل على هوية الأفراد والمجتمعات البشرية؛ فالإنسان- إذن- كائن رموزي ثقافي بالطبع قبل أن يكون اجتماعيا بالطبع؛ أي أن جوهر الإنسان هو الرموز الثقافية. ومن ثم يمكن النظر إلى ما سميناه العولمة الثقافية الأحادية على أنها أخطر أنواع العولمات جميعا؛ لأنها تمس -وربما تهدد- أهم مكونات هوية الجنس البشري ورموزه الثقافية. يتجلى خطر العولمة الثقافية الغربية المعاصرة على العالمين العربي والإسلامي في نشر لغات الغرب وفكره بين المتعلمين والمثقفين في المجتمعات العربية والإسلامية، بحيث أصبح العديد من هؤلاء- سواء أكانوا في السلطة السياسية بعد استقلال بلدانهم أم مجرد أناس عاديين- غرباء عن لغتهم الوطنية، والتراث الفكري العربي الإسلامي، بل- كحال كثيرين- في حالة عداء معهما؛ فمعالم الأخطار على مسيرة المجتمعات العربية والإسلامية من الاستلاب اللغوي والفكري للنخب السياسية، والمثقفين، والشرائح الواسعة من المتعلمين، لا تكاد تحتاج إلى بيان، سواء تعلق الأمر بربط بعض تلك المجتمعات بهويتها الإسلامية أو بالنجاح في تعريب لسان النخب، والمثقفين، والمتعلمين، كما يتضح ذلك -على الخصوص- في مجتمعات المغرب العربي. لكننا نحاجج- من منظورنا للرموز الثقافية- بأن العولمة الثقافية المتبادلة هي عامل إيجابي لصالح حوار الحضارات، كما أن هناك اليوم أحوالا مواتية للثقالة العربية الإسلامية لكي تعولم نفسها في العالم الغربي؛ فبعد أحداث 11 (سبتمبر) 2001م أصبح هناك اهتمام متزايد بالإسلام، ويتعلم اللغة العربية؛ فعلى المستوى الأكاديمي- مثلا- أصبحت المجلات الغربية المحكمة ترحب بنشر دراسات لها علاقة بالإسلام أو بالعروبة، وعلى المسؤولين ورجال الفكر والعلم في المجتمعات العربية والإسلامية أن يعرفوا كيف يفيدون من هذه الفرصة إبلاغ أصالة رموزهم الثقافية إلى المجتمعات الغربية. وهذا ما سوف يساعد على الدفع بحوار الحضارات إلى الأمام؛ إذ إن معرفة الرموز الثقافية للآخرين يعد الأساس المتين لحوار حضاري حقيقي واسع وشعبي بين العالمين الإسلامي والمسيحي. إن بث قناة الجزيرة الدولية برامجها بلغة شكسبير إلى العالم المتحدث بالإنجليزية يعتبر خطوة مباركة للعولمة المعاكسة: من الجنوب إلى الشمال لفتح باب الحوار الرحب بين الثقافة الغربية المسيحية والثقافة العربية الإسلامية.

عناصر مشابهة