| المستخلص: |
Studies done on the Arabic language and its current position are divided into main perspectives. The first perspective: Those who call for the revival of Arabic language and praise its history and sacredness. This perspective is based on emotional slo¬gans, nationalistic disagreements and looking at its strong past and believing that it contains elements of strength and techniques of conflict which will help it survive. The second perspective looks at the reality of the language now as a basis for its discussion. It looks at the modern challenges as a dan¬ger that must be confronted to shield the language which is considered as the last strong fort for the Arab and Islamic nation describing it as the language of the Quran, the translator of the Sunnah and the symbol of Arabic identity. The writer presents a third perspective which takes in aspects from both the previous perspective, presenting a remedial plan for the situation.
يتناول هذا البحث بالدراسة شقي العنوان" اللغة العربية والنحو العربي: المحطات الكبرى". بينا في حديثنا عن اللغة العربية أن الدراسات التي تناولت وضع اللغة العربية الحالي يتجاذبها اتجاهان رئيسيان: الاتجاه الأول: ينادي أصحابه بالنهوض باللغة العربية، والتغني بأمجادها وقدسيتها. ويقوم هذا الاتجاه على الشعارات العاطفية، والنزعات القومية، متخذا من ماضي اللغة المشرق منطلقا، مؤكدا أنها تحمل في طياتها عناصر القوة وآليات الصراع. الاتجاه الثاني: وقد حاول أنصاره أن يتخذوا من واقع اللغة منطلقا، ويجعلوا من التحديات المعاصرة خطرا يجب مواجهته، واصفين أطروحات الاتجاه الأول بأنها مغلوطة أو زائفة، وأن اللغة تواجه حملات شرسة تستوجب العمل على كافة الجبهات، وتتطلب تضافر الجهود لصد هذا الخطر قبل فوات الأوان لا نتشال اللغة العربية، التي تعد آخر قلعة من قلاع الأمة العربية والإسلامية، بوصفها لسان القرآن، وترجمان السنة النبوية، ورمز الهوية العربية. ثم أشفعنا الحديث عن هذين الاتجاهين بمقترح ثالث-تمثل في رأي العبد الفقير-إذا جاز لي أن أسميه" رأيا على استحياء"، متوجسا خيفة أن يصفني البعض بـــ" المغرور"، أو" أنني "تزببت قبل أن أتحصرم"، ويأخذ هذا الرأي من الاتجاهين بطرف، فيأخذ من الأول حميته وغيرته على اللغة، ويأخذ من الثاني تشبثه بالواقع، وبعده عن الحلول العاطفية، واستشعاره الخطر الذي يهدد اللغة، إضافة إلى خطة إصلاحية، تتلخص محاورها في : التوعية اللغوية الشاملة بوضع اللغة والتحديات التي تواجهها- العمل على إيجاد فلسفة لغوية عربية واقعية تسعى إلى وضع اللغة العربية في مكانتها اللائقة بها- مراجعة السياسات التعليمية التي كانت السبب في وضع اللغة الحالي- غرس العزة الإسلامية والقومية المفقودة التي كانت الثغرة التي تسلل منها الداء إلى جسم اللغة. أما الشق الثاني من العنوان والذي هو " النحو العربي"، فقد حاولنا من خلاله تقتصي مسيرة النحو العربي، منذ احتضنته مدرستا البصرة والكوفة وليدا، حتى استغلظ فاستوى على سوقه على يد الخليل بن أحمد وتلميذه سيبويه اللذين وضعا أسسه وأرسيا قواعده. ثم توالت الجهود بعدهما منصبه على" كتاب سيبويه" لإيضاح غامضه وفك رموزه وحل مشكلاته واختصار مطولاته، وقد سمينا هذه المرحلة بــ" الجهود التأسيسية". ثم تلت هذه المرحلة مرحلة أخرى أطلقنا عليها" مرحلة النضج والاكتمال". ويمثل هذه المرحلة: أبو الفتح عثمان بن جني وابن فارس، اللذان نظرا إلى اللغة نظرات تأملية، وحاولا استكناه بعض أسرارها، واستنطاق جوانب من مخبآتها في الاشتقاق، وأصول الكلمات/ والعلاقة بين الحروف والمعاني اليت وضعت لها، وأصول معاني الكلمات...إلخ، مما بينا جزءا منه في ثنايا النص. ثم ختمنا مسيرة النحو برحلته إلى الأندلس على يد محمد بن مالك الجياني الأندلسي، وأطلقنا عليها" مرحلة النضج والاحتراق". وهي مرحلة خرج فيها النحو من ربقة "الكتاب"، أي هيمنة النحو في ثوبه" السيبويهي"، التي دامت مدة خمسة قرون. وقد بينا أنها مرحلة احتلت فيها مؤلفات ابن مالك مكانة "كتاب سيبويه"، وتمتاز هذه المرحلة بالتحرر من المذهبية النحوية، والاعتماد على الشروح والمتون، والاجتهاد في بعض المسائل النحوية، والحرص على الوضوح في العرض والتقديم.
|
