المستخلص: |
نظراً لاشتغال أهلها بالتجارة، ووجودهم عند بيت الله الحرام، وقيامهم على السدانة والرفادة، فضلاً عن اقتباسهم بعضاً من اللهجات والكلمات التي تعجبهم من أغيارهم؛ ذاع صيتهم، وتبوأت لغة قريش الصدارة، مقارنة بغيرها من لهجات العرب. وكان من الطبيعي أن ينزل الله قرآنه الحكيم باللغة التي يفهمها العرب أجمع لتيسير فهمها، وللإعجاز والتحدي لأرباب الفصاحة بالإتيان بسورة أو بآية. وأيضاً لتيسير قراءته وحفظهم له، وبياناً لإعجازه في ذاته، وتبياناً لتعجيزه غيره، فهو معجزة النبي الخاتم –صلى الله عليه وسلم– إلى يوم القيامة، وهو ملاذ الدين، يستند إليه في عقائده وعباداته ومعاملاته وآدابه وأخلاقه؛ فالقرآن الكريم كنز العقائد الإيمانية، ومصدر الأحكام الشرعية، ودليل الحقائق الكونية، وهو منهج الله تعالى الذي لا تصلح الحياة إلا به، وهو هادي الناس إلى الطريق القويم، قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) (الإسراء: 9).
|