المستخلص: |
استعرض المقال كتاب بعنوان بناء أوروبا ومستقبل الأمم. وتناول هذا الكتاب إشكالية بناء الوحدة الأوروبية في علاقتها بالهوية، فالأمم الأوروبية لم تنصهر كلياً في البناء الأوروبي وبقيت منفصلة عن بعضها بعضاً على مستوى التاريخ، واللغة، والثقافة، والجيوسياسية، والتنظيم السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والتباين بين شمال أوروبا وجنوبها وغربها وشرقها، وبين الدول الكبرى والصغرى مازال حاضراً برغم التطور المهم لمسار الوحدة الأوروبية منذ أكثر من نصف قرن، وبالتالي لا يمكن فهم مستقبل أوروبا من دون مراعاة تنوع التعدد في هويات الأمم. كما طرح الكتاب جدلية التوحيد والانقسام اللذين يميزان مسار البناء الأوروبي، فقد تصاعد الشعور المعادي للاتحاد لدى معظم شرائح الرأي العام للدول الأعضاء، وهذا عكس ما يحدث في الدول المرشحة أو الراغبة في الانضمام إلى الاتحاد، ومنظرو البناء الأوروبي منقسمون بين من يدافع عن تصور فيدرالي يؤمن بحتمية اندماج شامل للأمم الأوروبية ومن يعتبر المشروع الأوروبي نوعاً من التوافق المتقدم بين الدول الأعضاء حول مصالحها المختلفة، ولكن مكسيم لوفيبر يعتقد أن الاتحاد الأوروبي نوع من الفيدرالية لدول أمم تحتفظ داخلها الدول الأعضاء بسيادتها وهويتها. وقد خلص الكتاب إلى أن أوروبا لن تتوحد على حساب قومياتها بل من خلالها فالنزعة الاندماجية تحول الأمم الأوروبية وتنزع عنها تدريجياً طابعها القومي، ولن يتغلب البناء الأوروبي على مشكلاته المتعددة إلا عبر تحديد واضح لهوية سياسية مشتركة وإبداع صيغة جديدة للتعايش بين أممه. كُتب هذا المستخلص من قِبل المنظومة 2022"
|