ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الإصلاح والتنوير

المصدر: أعمال ندوة التنوير عند علماء الزيتونة في النصف الأول من القرن العشرين
الناشر: جامعة الزيتونة - المعهد العالي للحضارة الإسلامية
المؤلف الرئيسي: وقيدي، محمد (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: تونس
التاريخ الميلادي: 2008
مكان انعقاد المؤتمر: تونس
الهيئة المسؤولة: المعهد العالي للحضارة الإسلامية ، جامعة الزيتونة
التاريخ الهجري: 1429
الشهر: مارس / ربيع الأول
الصفحات: 5 - 25
رقم MD: 511913
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

105

حفظ في:
المستخلص: هناك عدد من الخلاصات التي نخرج بها من بحثنا في الفكر الإصلاحي في تونس عامة. 1- قامت الحركة ذات النزعة الإصلاحية في تونس انطلاقا من النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وكانت مزامنة لمثيلات لها في بلدان عربية وإسلامية أخرى مثل مصر والمغرب. وقد كانت جميعها في شروط الصدمة التي عرفها العالم الإسلامي مع ظهور الأطماع الهيمنية الأوربية في مرحلة أولى، ثم مع النفاذ الاستعماري لأراضي البلدان الإسلامية بعد ذلك. 2- ظهرت فكرة الإصلاح لدى المفكرين المسلمين ممن كانوا في الجامعات التقليدية في محاولة للبحث من داخل الثقافة ذاتها عن فهم أسباب التأخر، والبحث في نفس الوقت عن سبل الخروج من تلك الحالة لكي يأخذ العالم الإسلامي المكانة التي يستحقها بفضل ما كان له من مساهمة في تطوير الحضارة الإنسانية بصفة عامة. 3- لم تكن الحركة الإصلاحية في تونس عامة، وفي جامعة الزيتونة بصفة خاصة، منعزلة عن مثيلاتها في البلدان القريبة مثل مصر والمغرب. وكانت هناك زيارات متبادلة وتبادل متعدد للراي والتجارب. 4- تميزت الحركة الإصلاحية في تونس، حين نقارنها بمصر مثلا، بعدم وقوف دعاة الإصلاح فيها عند الدعوة فحسب، وانخراطهم في العمل السياسي الحكومي لتطبيق الأفكار الإصلاحية، وقد ظهر هذا في حالة خير الدين التونسي. كما انخرط بعض المصلحين في العمل من أجل تأسيس جمعيات تعمل على تحقيق بعض الأهداف، بل والعمل من أجل تأسيس نقابات تدافع عن حقوق الفئات العاملة، كما تجلى ذلك في شخصية الطاهر حداد. وهذا الانخراط في الحياة المجتمعية العملية مظهر قوة في الحركة الإصلاحية في تونس. 5- اتسمت الحركة الإصلاحية في تونس بما عرفته أيضا في بلدان إسلامية أخرى من انطلاقها في تحليل مجتمعاتها من الثقافة الإسلامية التقليدية التي تخرج دعاتها من جامعاته. وحيث إن هذه الثقافة كانت قد تعثرت في تطورها منذ القرن الرابع عشر، فغن معطياتها لم تكن كافية لمواجهة المشكلات التي يطرحها العصر. وكما أكدنا مع عبد الله العروي، فإن هذه الحركة التي ظهرت في زمن كانت قد تطورت فيه علوم كثيرة لم تستند من كل ما كان يتيحه لها ذلك العصر من أجل تحليل تأخر المجتمع والبحث عن سبل إصلاح أوضاعه. 6- ليس الحكم السابق حكم قيمة على الذوات الفكرية التي عبرت عن فكرة الإصلاح، بل هو تنسيب فقط لقمتها ومعرفة حدودها التي يمكن أن ننطلق منها للقيام ببحث أوسع وأعمق. ولكن خارج هذه الموضوعية، فإنه لابد من الاعتراف بما لدعاة الإصلاح الذين درسناهم من قيمة تاريخية نظرا لأنهم بالنسبة للزمن الذي عاشوا فيه، وللشروط التي ساهمت في تشكل فكرهم، كانوا دعاة إلى التجديد ولقوا في سبيل ذلك عنتا لا يمكن نكرانه. والتحليل الذي يضفي النسبية التاريخية على الأفكار يبدو اقدر من غيره على إبراز القيمة وتمثل الحدود في نفس الوقت.