المستخلص: |
لقد تناولت هذه الدراسة القوالب السردية في بعض قصائد الشاعر سميح القاسم، وقد اتسم خطاب سميح القاسم الشعري بنفس سردي إذ جسد فيه عناصر السرد وتقنياته بشكل واضح وجلي، فقد استطاع سميح القاسم أن يثري الجانب السردي في هذه القصيدة من خلال تناول العناصر السردية الأساسية من مثل الشخصيات والأحداث وتناميها و الزمان والمكان والحوار الداخلي المونولوج والخارجي الديالوج، فضلأ عن إفادته من توظيف التقنيات السردية من مفارقة، واستهلال وختام سرديين ، وتكرار، وتناص، وتنويع في استخدام ضمائر وأشكال السرد، والتقطيع المشهدي وغيرها، وقد وفق الشاعر في تحقيق عنصر الالتحام والتمازج بين الشعري التأملي والسردي، إلى درجة يصعب فيها فصل أي جزء عن الآخر. وأبرزت هذه الدراسة أيضا أن البنى السردية قد جسدت رؤية الشاعر النفسية والإنسانية، وتجاربه الشعورية، وأنها في مجملها من حبكة وأحداث، وايحاءات وشخوص قد عكست رؤيته من منظور سيرته الذاتية وسيرة شعبه ووطنه، لكونه شاعر فلسطيني استباح العدو الصهيوني وطنه، وشعبه، وكذلك عكست ثقافته الوطنية والعربية والقومية عندما أبرز التراث العربي عبر العصور الغابرة والعصر الآني، ومثلت أيضا مدى ارتباطه وتلاحمه بنسيج هذا التراث العربي ولحمه. ومن خلال النصوص الشعرية السابقة نرى أن سميح القاسم اتسم أسلوبه بعناصر السرد الدرامي التي ترجمتها الشخوص والحبكة ونتامي الأحداث والعقدة وتأزم الموقف، وما كانت للنصوص السابقة إلا بعض هذه النماذج ؛ لأن نتائج هذه الدراسة أظهرت أن السرد الدرامي قد انتشر في لحم هذه النماذج الشعرية عبر مشاهد مفعمة باللون والصوت والحركة
|