المستخلص: |
لا يمكن تصور الخطاب السردي النسائي من دون نصوص موازية مستحضرة يوقع من خلالها حضوره ووجوده، وتشكل الحكاية الشعبية (المهنة الإبداعية للمرأة عبر التاريخ) إحدى هذه النصوص المفكر فيها على مستوى العملية الإبداعية، بل إنها أهمها على الإطلاق، لكونها تعد زادا لا ينضب، ومعينا لا ينفذ للإبداع القصصي والروائي المغربي، الفرق هو أن جداتنا كن يجلسن وسط وجوه متعطشة للحكاية خاضعة لسلطتها المطلقة ويسردن مادتهن شفويا بحضور جسدي وذهني قويين، بينما القاصات والروائيات الآن يسردن كتابيا في علاقة غير مباشرة مع المتلقي، وبالتالي يحرمن نسبيا من معاينة تلك الدهشة وذلك الاحتراق واللهفة التي ترتسم على الوجوه أثناء التفاعل مع الأحداث والوقائع السردية، لكنهن يكتسبن شيئا آخر بالمقابل، ونعني به إنجاب نصوص مادية مكتوبة لها حياتها الخاصة في استقلال تام عن أي سلطة أخرى. إنها معركة شهرزاد المفتوحة على الدوام، ساحتها الإبداع النسائي، وسلاحها الكلمة.
|