المصدر: | مجلة دفاتر جغرافية |
---|---|
الناشر: | جامعة سيدى محمد بن عبدالله - كلية الآداب والعلوم الإنسانية - مختبر التراث والمجال |
المؤلف الرئيسي: | لزعر، أمحمد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 5 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
المغرب |
التاريخ الميلادي: |
2008
|
الصفحات: | 91 - 95 |
ISSN: |
1114-8608 |
رقم MD: | 513463 |
نوع المحتوى: | عروض رسائل |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إن الهجرة السرية المغربية إلى إسبانيا ليست نتاج صدفة أو قدر، وإنما هي نتاج التحول المفاجئ الذي طرأ على سياسات الهجرة في الدول التقليدية للعمل منذ أواسط السبعينيات، وكذلك للتوازن المختل بين الضفتين. كما تجد تفسيرها أيضا في الانتشار الواسع للاقتصاد غير المشروع في إسبانيا وفي النمو الاقتصادي السريع الذي عرفته هذه الأخيرة. - يؤكد الانحراف القوي لتيارات الهجرة من الحسيمة إلى إسبانيا نزعة الطرد المتجدرة في الإقليم، والانتشار الواسع للهجرة السرية التضامنية، مع تباين واضح في حدتها، إذ تبين وجود علاقة عكسية بين زراعة الكيف والهجرة. - على الرغم من الانتشار المجالي الواسع لمجال أبناء الحسيمة في إسبانيا، فإن مدريد تبقى القطب الرئيسي الذي يحتضن أكبر نسبة منهم، خلافا لمهاجري الناظور الذين يقيمون بكثافة في كاطالونيا. ويحتل أبناء الحسيمة كباقي المهاجرين الاقتصاديين مكانة هامشية في سوق العمل الإسباني حيث يشتغلون في البناء والفلاحة وفي الخدمات الوضيعة. وهو ما يفسر عدم استقرارهم في العمل وهشاشة وضعيتهم القانونية والاجتماعية. ورغم هذا الواقع فإنهم برهنوا على قدرة كبيرة على الادخار وتحويل جزء مهم من مواردهم إلى مناطقهم الأصلية، التي يترددون عليها بشكل غير منتظم، رغم أن الغالبية منهم يفكرون في الاستقرار النهائي بإسبانيا: 85%. وتنضاف تحويلات هؤلاء إلى رساميل إخوانهم المشتغلين في الدول الأوربية الأخرى لتشكل الركيزة الأساسية التي تحافظ على التوازنات السوسيواقتصادية في إقليم الحسيمة. لكن إذا كانت رساميل المهاجرين أحدثت تغييراً ملموسا في السلوكات الاستهلاكية للأسر، فإنها لم تغير البنية الإنتاجية، وإنما خلقت الظروف الملائمة لتفشي الإشكالية وتبخيس الأنشطة المنتجة وتطوير العقلية المضارباتية. وقد أظهر البحث أن كل المؤشرات توحي بأن السلوكات الاستثمارية للمهاجرين القاطنين في إسبانيا لا تختلف عن مثيلات إخوانهم المقيمين في الدول الأوربية الأخرى: المنزل أولا. وهذا يجسد رغبة المهاجر في إظهار نجاح مشروعه الهجروي مجاليا وتأكيد حضوره الدائم بموطنه الأصلي-أي الذاكرة التي تربطه ببلاده. كما أنه يعكس أيضا رغبته في العيش "هنا وهناك". وهو ما يطرح من جديد إشكالية مفهوم التراب. |
---|---|
ISSN: |
1114-8608 |