ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







واحات سهل تافيلالت بين التصحر بفعل البناء ورهانات المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية

المصدر: مجلة دفاتر جغرافية
الناشر: جامعة سيدى محمد بن عبدالله - كلية الآداب والعلوم الإنسانية - مختبر التراث والمجال
المؤلف الرئيسي: ابن عمر، محمد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 6
محكمة: نعم
الدولة: المغرب
التاريخ الميلادي: 2009
الصفحات: 71 - 81
ISSN: 1114-8608
رقم MD: 513478
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

32

حفظ في:
المستخلص: من خلال ما تقدم، ورغم ضعف وقلة المعطيات، يمكن استخلاص ما يلي: - إن الواحات مجال هش وجد معقد، لكنه يدل علي عبقرية الذين أنتجوه وحافظوا عليه لعدة قرون. ويعرف هذا المجال حاليا تنمية اقتصادية، أفرزت تحولات اجتماعية ومجالية مهمة، تتجلي في تطور الفئات الوسطي، وتحول السكن من النمط التقليدي المبني بالمواد المحلية إلي البناء الصلب المبني بالإسمنت، سواء في المدن أو في القصور... غير أن هذه التحولات أدت إلي تعدد المباني، وبالتالي إلي ابتلاع الأراضي الزراعية، الشيء الذي أسفر عن اختلال التوازنات التقليدية التي قامت عليها المنظومة البيئية الواحية منذ نشأتها. - إن التصحر ظاهرة شمولية ناتجة عن تظافر عدة عوامل أهمها توسع البناء علي حساب الأراضي الزراعية، والذي يعتبر من أخطر العوامل التي تسرع وتيرة التصحر، ويعجل بموت الواحات في سهل تافيلالت، رغم صمودها أمام التقلبات المناخية والجفاف الدوري لمدة عدة قرون. - إن السلطات العمومية المركزية والإقليمية والمحلية قد أفلحت إلي حد كبير في الحد من زحف الترمل علي الأراضي الزراعية والطرق والمباني في كثير من المناطق، لكنها لم تحرك ساكنا – لحد الآن – للحد من زحف البناء الأراضي الزراعية، ومواجهة هذه الكارثة التي إذا ما حلت، ستحول هذا المجال الواحي الهش من مجال أخضر إلي هياكل مبنية بالإسمنت المسلح وسط الصحراء القاحلة. - إن استمرار هذه الظاهرة يدل علي "عدم" وجود رؤية عقلانية واضحة لدي المسؤولين عن تدبير المجال الواحي برمته، تسعي إلي ترشيد واستغلال موارده الهشة برفق، من أجل المحافظة علي توازناته الإكولوجية. - إن المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية لوادي زيز عامة، وما يتعلق منه بسهل تافيلالت خاصة، يراهن علي منع البناء فوق الأراضي الزراعية. غير أنه يبدو أن الذين أعدوه اعتمدوا مقاربة بيئية محضة، بدلا من المقاربة الشمولية، التي تستحضر مختلف أبعاد الظاهرة الواحية، وفي مقدمتها البعد الإجتماعي. ولم يعتمدوا أيضا المقاربة التشاركية لإشراك مختلف الفاعلين علي المستوي المحلي، رغم الإدعاء بأن المخطط ثمرة لعمل جماعي تضافرت فيه مجهودات الفاعلين المحليين وفريق من الخبراء... والأكثر من ذلك أن الجماعات المحلية.. علي علة تركيباتها – لم تستشر، واقتصر دورها علي المصادفة فقط. لذلك يمكن القول بأن المخطط التوجيهي لزيز الأسفل، قد يصبح حبرا علي ورق، وبالتالي قد يعجز عن تحقيق أهدافه. لهذه الأسباب وغيرها نقترح ما يلي: - فتح نقاش حول المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية لوادي زيز، يشارك فيه الفاعلون المحليون من أجل تصحيح ثغراته، والأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المجال الواحي وهشاشة موارده الطبيعية من جهة، وحاجيات السكان المتزايدة من الأرض لإنتاج المباني، وظروفهم الاجتماعية والاقتصادية من جهة أخرى. - ضرورة ترميم القصور العتيقة وتأهيلها لكي تصبح قادرة علي تلبية الحاجيات المتجددة لسكانها، الذين يضطرون إلي البناء خارجها من أجل توفير سكن ملائم لمسايرة التحولات المجتمعية المتنوعة. - ينبغي استغلال الأراضي القاحلة المتوفرة قرب القصور في إحداث تجزئات سكنية ملائمة. - ضرورة وضع قانون للتعمير يتلاءم وطبيعة الأوضاع العقارية السائدة في المجال الواحي، مع الحرص علي تطبيقه علي أرض الواقع. - وضع سياسة عقارية للواحات، شمولية وعقلانية، تهدف إلي حل إشكالية التنافس حول استعمال الأرض الواحية بين السكن والزراعة والمحافظة علي البيئة. - اعتماد التخطيط الحضري، ووضع سياسة حضرية شمولية وواضحة المعالم، تهدف إلي تمكين الدولة والجماعات المحلية من التحكم في تنظيم وهيكلة المجال الحضري الواحي. - تزويد المدن والقرى بوثائق التعمير ذات المصداقية والقوة القانونية، بما فيها تصاميم التهيئة والنمو، والسهر علي تطبيق مقتضياتها. - العمل علي تحقيق الحكامة الجيدة في تدبير المجال الواحي، واعتماد منظور استشرافي عملي، بدلا من إفساح الطريق إمام التوقعات وهدر الزمن والطاقات والثروات. - تحديد المتدخلين المسؤولين عن تنظيم وتدبير المجال، وتدقيق اختصاصاتهم، والتنسيق فيما بينهم. - العمل علي الحد من تحكم الأعيان في الأجهزة المحلية والإقليمية المتدخلة في تدبير المجال، وفي مقدمتها الجماعات المحلية، وبالتالي الحد من تسخيرها لخدمة مصالحهم الخاصة الضيقة. - استثمار التعاون والتضامن الذي أصبحت تحظي به الواحات من طرف عدة منظمات وطنية ودولية بشكل عقلاني، يمكن من تفادي الأخطار التي تهددها، ومن تأهيلها قصد خلق تنمية مستدامة.

ISSN: 1114-8608