المستخلص: |
الانتماء كمفهوم ينتمي إلى المفاهيم النفسية الاجتماعية ويعني الاقتراب والتبادل والتعاون مع الآخر وفي الحقيقة إن دافع الانتماء إذا توفر لدى الفرد ويحفزه يبلغ من القوة إن يستطيع أن يعدل كثيرا من سلوك الفرد حتى يصبح سلوكه مطابقا لما يرتضيه مجتمعه. فعندما ينضم الفرد إلى جماعة يجد نفسه, في كثير من الأحيان, مضطرا إلى التضحية بكثير من مطالبه الشخصية والخاصة ورغباته في سبيل الحصول على القبول الاجتماعي من أفراد الجماعة وتجده يساير معايير الجماعة وقوانينها وتقاليدها فيتوحد الفرد مع الجماعة فيرى الجماعة وكأنها امتداد لنفسه يسعى من أجل مصلحتها ويبذل كل جهد من أجل إعلاء مكانتها ويشعر بالفوز إذا فازت أو بالأمن كلما أصبحت آمنة. وعليه فقد استهدفت الدراسة الحالية التعرف على تطور الشعور بالانتماء لدى الأطفال والمراهقين تبعا لمتغيري العمر (10, 11, 12, 13, 14, 15, 16), والجنس (ذكر, أنثى). كما هدفت أيضا إلى التعرف على دلالة الفروق في الشعور بالانتماء, تبعا لمتغيري العمر (10, 11, 12, 13, 14, 15, 16) والجنس (ذكر, أنثى). وتكونت عينة البحث الحالي من (660)طالبا وطالبة من طلبة المدارس الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في مدينة بغداد بجانبيهما الكرخ والرصافة وبأعمار (10, 11, 12, 13, 14, 15, 16), من مجتمع الدراسة الذي يتكون من (797358) طالبا وطالبة. وللتعرف على تطور الشعور بالانتماء عند أفراد الدراسة وجد الباحث في مقياس الشعور بالانتماء في دراسة (الخضور 2006) أداة مناسبة لقياس الشعور بالانتماء لدى الأطفال والمراهقين ولتحديد ملائمته للبيئة العراقية. وللتحقق من صدق وثبات مقياس الشعور بالانتماء قام الباحث بعرضه مع مكوناته الثمانية على مجموعة من الخبراء تألفت من (16) خبير للتحقق من الصدق الظاهري للمقياس وحصلت موافقتهم جميعا على هذه المكونات. كما وتحقق الباحث أيضا من صدق البناء للمقياس من خلال تطبيقه على عينة مكونة من (240) فردا وقد اعتمد الباحث مؤشرين للصدق البناء هما (تميز الفقرات وصدق الفقرات (ارتباط الفقرة بالدرجة الكلية للمقياس) وقد تبين أن جميع الفقرات تتمتع بصدق الاختبار. كما وتحقق الباحث من ثبات مقياس الشعور بالانتماء بطريقتين هما أعادة الاختبار وثبات الاتساق الداخلي (ألفا كرونباخ). وتكون مقياس الشعور بالانتماء بصيغته النهائية من (37) فقرة موزعة على ثمانية مكونات. وقد استعمل الباحث (اختبار مربع كأي, والاختبار التائي لعينتين مستقلتين, ومعامل ارتباط بيرسون, ومعادلة ألفا كرونباخ, والاختبار التائي لعينة واحدة, وتحليل التباين الثنائي, واختبار شيفيه للمقارنات البعدية). كما وتوصلت الدراسة الحالية إلى النتائج الآتية:- 1- وجود مسار تطوري في الشعور بالانتماء لدى الأطفال والمراهقين. 2- يظهر الشعور بالانتماء لدى الأطفال في عمر 11 سنة. 3- الذكور أكثر شعورا بالانتماء من أقرانهم الإناث. وفي ضوء نتائج البحث الحالي توصل الباحث إلى عدد من التوصيات والمقترحات
|