| المستخلص: |
مع أن مصطلح حقوق الإنسان أصبح "لغة أصلية" لدى المجتمع الدولي، إلا أن تفسير حقوق الإنسان ظل قضية جدلية. فهناك نظرتان أساسيتان في هذا الصدد، هما: النظرة العالمية، والنظرة الإقليمية (النسبية الثقافية) اللتان تتضمنان فهما مختلفا نتيجة للفروقات الأساسية في التلقي ٠ ومن بين تلك الاختلافات: ١— طبيعة تلك الحقوق؛ سواء أكانت دولية أم محلية، تحظى باهتمامات داخلية محضة. ٢— أهمية الفرد في مقابل حقوق المجتمع. ٣- توقيت وتسلسل تنفيذ حقوق الإنسان ومراعاتها . وجميع تلك النقاط المتنوعة والمختلفة، مع إمكانية تحريفها وتشويهها تبعا لحدوث تطورات ما ٠ توجد شعورا بعدم الثقة وتعبيرا ينم عن العدائية. ومن حيث الخلاف القائم، فقد أخفقت الخطابات المتعلقة بحقوق الإنسان حتى الآن في التوصل إلى أرضية مشتركة. إن جذور هذا المأزق تتمثل في روح "الأحكام الاستبدادية" أو "المطلقة"؛ لأن كلتا النظرتين، العالمية والإقليمية، تنطلق من مبدأ الحداثة، وتعبر عن الصيغة الحرفية ذاتها. فالحداثة مبنية على سلسلة من المعارضات الثنائية المجازية التي يمد أي من عناصرها كأنه يتبوأ مكانة متميزة. نتيجة لذلك، فإن الخيار الوحيد بالنسبة إلى الحداثة إما الأبيض وإما الأسود، الشرق أو الغرب، العالمية أو المحلية. فليس ثمة مسار وسطى. هذا المقال هو محاولة لتقديم نموذج جديد في ضوء ما بعد الحداثة يؤكد أهمية فهم أسس التبادل والتفاعل والتصميم المشتركة بين العوامل الداخلية والخارجية والعلاقات وصولآ إلى تحديد ثقافة "جديدة" لحقوق الإنسان. وفي ظل هذا المفهوم الجديد، يحتاج الخطاب المتعلق بحقوق الإنسان إلى إعادة بناء من خلال خطاب ثقافي داخلي، وحوار ثقافي عالمي متبادل، وسبيل لدعم مشروعية تلك الحقوق على الصعيد العالمي. وبهذا الخصوص، فإن الحاجة الماسة إلى المعايير العالمية لحقوق الإنسان لا تزال قائمة كمرجعية، مع الأخذ في الحسبان أنها قابلة للتفاوض والتعديل وإعادة النظر في تفسيراتها. وفى هذا الصدد، وبما أن الثقافات تخضع للحوافر والدوافع الداخلية، كما أنها تتأثر بالتفاعل مع الثقافات الأخرى، فمن الممكن أن تكون مؤثرة في توجيه مسار هذا التغيير، وتلك الثورة من الخارج من خلال الحوار الثقافي المتبادل: (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم) (البقرة:115).
Although the term human rights increasingly becomes a "native language" of the global society, the interpretation of human rights remains a matter of controversies. There are two grand narratives of universalism and particularism (cultural relativism) which, due to fundamental differ¬ences in conception, induce different understandings of (1) the character of human rights (whether international or purely domestic concerns); (2) the importance of individual as opposed to community rights; (3) the timing and sequencing of human rights implementation and observance. All of these points of divergence, with their potential to distort, in further development bring about a feeling of distrust and expression of hostility. In terms of the disputes under way, the discourses of human rights have so far failed to achieve a common ground. The root of the impasse is the spirit of "absolutism" as both perspectives of universalism and particularism are children of the same paradigm; that is modernism. Modernism is based upon a series of metaphorical binary oppositions in which one element is accorded a privileged status. Consequently, for modernism, the only choice is black or white, East or West, universalism or particularism. There is no middle course. This essay is an attempt to offer a new paradigm under the light of postmodernism which emphasises the importance of understanding the interplay and mutual determination of internal and external factors and relationships in defining a "new" culture of human rights. Under the new approach, the discourse of human rights needs a reconstruction through internal cultural discourse and cross-cultural dialogue, as a means to empowering the universal legitimacy of human rights. With regard to this, the existing universal standard of human rights is still
|
